- مراسل الكوفية: طيران الاحتلال يشن غارتين على حي الشجاعية شرق مدينة غزة
أظهرت دراسة حديثة أن نسبة الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) بين الجنود المقاتلين في الجيش الإسرائيلي أعلى بمقدار 2.5 مرة مقارنةً بمن خدموا في وحدات غير قتالية. وتربط بعض الفرضيات بين هذا المرض والإجهاد البدني الشديد والإصابات المتكررة، لكن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين الخدمة العسكرية والمرض.
أُجريت الدراسة في مستشفى "هداسا عين كارم" في القدس، وأظهرت أن الجنود الذين خدموا في وحدات المشاة القتالية معرضون للإصابة بمرض ALS بنسبة أعلى بمقدار 2.5 مرة من الجنود الذين خدموا في وحدات غير قتالية. وفقًا للباحثين، تبيّن أن هناك علاقة إحصائية بين الخدمة العسكرية والمرض، ولكن لم يتم التوصل إلى دليل يثبت أن الخدمة القتالية هي العامل المباشر في الإصابة.
اقترحت الدراسة عدة فرضيات لتفسير العلاقة المحتملة بين الخدمة القتالية ومرض ALS، مثل تأثير الجهد البدني على الجينات أو التعرض لإصابات متكررة في الرأس أو العمود الفقري، والتي تحدث غالبًا لدى الجنود المقاتلين. وكانت هذه الفرضيات مدعومة بدراسات سابقة تناولت نفس المسائل.
استندت الدراسة إلى تحليل بيانات 191 مريضًا بمرض ALS خدموا في الجيش الإسرائيلي بين عامي 2007 و2016، وتمت مقارنتهم بمجموعة مراقبة مكونة من 1910 جنود تم اختيارهم عشوائيًا بناءً على العمر والجنس وسنة التجنيد. أظهرت النتائج أن 46% من المرضى خدموا في وظائف قتالية مقارنة بـ22.7% فقط في مجموعة المراقبة، وأن نسبة المصابين الذين خدموا في وحدات المشاة بلغت 28.9% مقارنة بـ12.6% في مجموعة المراقبة.
فيما يتعلق بالوحدات غير القتالية، أظهرت النتائج أن 17.1% من مرضى ALS خدموا في وحدات قتالية غير المشاة مثل المدرعات والمدفعية، مقارنة بـ10.1% في مجموعة المراقبة. كما تبين أن 10.5% من مرضى ALS خضعوا لدورة المظليين، بينما كانت النسبة 1.1% فقط في مجموعة المراقبة. أما في الوظائف غير القتالية، فكانت نسبة المصابين 33.7% مقارنة بـ38.8% في مجموعة المراقبة.
من البيانات المتاحة، تبيّن أن 90% من المصابين و88% من أفراد مجموعة المراقبة كانوا يتمتعون بلياقة طبية عالية عند التجنيد، في حين أن 81% من المصابين و77% من مجموعة المراقبة تمتعوا بنفس اللياقة عند تسريحهم من الخدمة العسكرية.
قال البروفيسور مارك غوتكين، مدير عيادة ALS في مستشفى "هداسا"، الذي قاد الدراسة: "تشير نتائجنا إلى تمثيل مفرط للجنود القتاليين في صفوف مرضى ALS، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن الخدمة القتالية هي السبب المباشر في المرض". وأوضح أن الجنود الذين يتمتعون بلياقة عالية قد يكونون أقل عرضة لبعض الأمراض الأخرى. وأضاف أن نتائج الدراسة ستساعد في فهم العوامل العسكرية المحتملة التي قد تؤدي إلى الإصابة بالمرض، مع التركيز على أهمية تحديد عوامل الخطر التي يمكن تعديلها لتسهيل التشخيص المبكر وتطوير علاجات وقائية مستقبلية.
يُعد مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) من أخطر الأمراض التنكسية العصبية التي تؤدي إلى تلف الخلايا العصبية الحركية، ما يسبب ضعف العضلات ثم الشلل. يتطور المرض بسرعة ويؤثر على الأطراف والنطق والبلع والتنفس. وتبلغ نسبة الإصابة بالمرض حوالي حالة واحدة لكل 10,000 شخص.
وفقًا لجمعية "إسرائيلس" (ISRALS)، تم تشخيص 120 حالة إصابة بمرض ALS في إسرائيل خلال عام 2024، حيث كانت 61% من الحالات لرجال. وتقدر الجمعية عدد المرضى في البلاد بنحو 600 مريض، 40% منهم دون سن الـ67.