نشر بتاريخ: 2025/08/26 ( آخر تحديث: 2025/08/26 الساعة: 00:53 )

يوسف الأستاذ: كاميرا "الغد" فضحت جريمة الاحتلال بمجمع ناصر الطبي

نشر بتاريخ: 2025/08/26 (آخر تحديث: 2025/08/26 الساعة: 00:53)

الكوفية قال الدكتور يوسف الأستاذ، مدير الأخبار بقناة «الغد»، إن كاميرا «الغد» فضحت جريمة الاحتلال في مجمع ناصر الطبي، ووثَّقت العدوان الممنهج لاستهداف الصحفيين.

وأكد الأستاذ أن «ما رأيناه اليوم من جريمة مروعة وثَّقتها كاميرا قناة الغد، ربما لم يكن الاحتلال مُوفَّقًا هذه المرة في جريمته عندما استهدف صحفيين وطواقم الدفاع المدني، وفي اللحظة نفسها كاميرا قناة الغد كانت مفتوحة على الحدث، تبث على الهواء مباشرة»، مؤكدًا أنه «لا مجال للتشكيك أو التزييف، فقد كانت الصورة أمام العالم، كان الجميع يرون هذه الصورة لاستهداف هؤلاء الصحفيين، واستهداف طواقم الدفاع المدني التي كانت تنتشل إصابة سابقة قبل دقائق في المكان نفسه».

وأضاف: «وثَّقت كاميرا الغد ضمن تغطيتها المتواصلة والمستمرة للعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وثَّقت هذه الجريمة، وبالتالي أظهرت للعالم أن هذا الاحتلال لا يتورَّع عن قتل المزيد والمزيد من الصحفيين»

.وأشار الدكتور يوسف الأستاذ إلى أنه «على مدار هذه الحرب، نتحدث عن 245 شهيدًا صحفيًّا استشهدوا في الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة»،

مؤكدًا أن «هذا العدد يفوق بأضعاف مضاعَفة إجمالي عدد الصحفيين الذين قُتِلوا في الحرب العالمية الثانية، فقد قُتِل ما يقارب 60 إلى 80 صحفيًّا على مدار سنوات الحرب العالمية الثانية، واليوم نحن نتحدث عن عامين فقط إسرائيل قتلت فيهما 245 صحفيًّا، والمشكلة هنا أن هؤلاء الصحفيين استشهدوا في أثناء عملهم، وفي أثناء تغطيتهم، وجزء كبير منهم استهدفوا وهم في سياراتهم وفي مقراتهم وفي خيامهم، فلم تعد هناك مقرات، الصحفيون يعملون الآن من الشوارع ومن الخيام».

ولفت إلى أن هؤلاء الصحفيين استشهدوا وهم يُظهِرون إشارات واضحة بأنهم يعملون كصحفيين مثل إشارات Press وTV وغيرها من الإشارات والدلالات التي تشير إلى أن هؤلاء صحفيين، والاحتلال بما لديه من تفوق تكنولوجي عالٍ يستطيع أن يرى عقارب الساعة في يد المواطن الذي يمشي على الأرض، فكيف لا يمكنه أن يرى مثل هذه الشارات الكبيرة والواضحة والمميزة بألوان فاقعة تقول إن هؤلاء صحفيون، وبالرغم من ذلك إسرائيل استهدفت هؤلاء الصحفيين وقصفتهم بشكل مباشر».

الصورة كانت على الهواء مباشرة

وتابع الأستاذ قائلًا: «لسوء حظهم هذه المرة أن الصورة كانت على الهواء مباشرة في قناة الغد، وبالتالي فضحت هذه الجريمة ورأينا فيما بعد تصريح رئيس أركان جيش الاحتلال الذي طالب بفتح تحقيق أولي في الحادثة، ونحن نعتقد أن هذا التحقيق مثله مثل الكثير من التحقيقات التي أُجريت سابقا والتي لم تُفضِ الى شيء»، منوها بأنه «قبل ذلك، قُتِلت الزميلة شيرين أبو عاقلة أمام الكاميرات، وقُتِل غيرها الكثير من الصحفيين، ولم تفعل شيئًا».

وشدد الدكتور يوسف الأستاذ على أن «هؤلاء الصحفيين ليسوا مجرد أرقام، هؤلاء بشر، هؤلاء ليسوا فقط خسائر بشرية، هؤلاء قيمة، إسرائيل استهدفت هؤلاء الصحفيين ونحن نذكر اليوم فقط زملاءنا الصحفيين الذين استشهدوا في غزة، نذكر محمد سلامة، الذي كان ينشر قبل أيام من استشهاده صورة له ولخطيبته، وكان من المقرر الاحتفال بزفافه بعد نهاية هذه الحرب، ينتظر بفارغ الصبر أن يقيم فرحه ويبني أسرة، ولكن باغتته قوات الاحتلال».

وقال الأستاذ إن «الصحفية مريم أبو دقة هي صحفية مجتهدة تنقلت في معظم أرجاء قطاع غزة لتنقل بكاميرتها وبهاتفها الصغير وتوثق جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، مريم البارة بوالدها، والتي تبرعت بكلية لوالدها قبل الحرب، ورفضت حتى أن تصوَّر قصة عنها، رفضت حتى الاستعراض، رفضت أن تصوَّر هذه القصة».

وأضاف: «ما لا يعرفه الكثيرون أن مريم لديها طفل يُعالَج الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبسبب إصابته في هذه الحرب، وتم إجلاؤه للعلاج».

ووثَّقت كاميرا «الغد» لحظة استهداف طواقم الدفاع المدني التي وصلت إلى مجمع ناصر الطبي عقب قصف استهدف الطابق الأخير من المستشفى، حيث كان يقف مصورون وصحفيون.

وأسفر الهجوم الأول عن استشهاد الصحفي حسام المصري، الذي يعمل بإحدى وكالات الأنباء الدولية، بعد أن قصفت طائرة مُسيَّرة إسرائيلية الطابق الأخير من مبنى المستشفى.

وبعد وصول طواقم الدفاع المدني إلى المكان، وفي أثناء انتشال جثمان الشهيد، استهدفت طائرات الاحتلال المُسيَّرة عناصر الدفاع المدني وهم يؤدون عملهم. وأشار مراسل «الغد» إلى أن الطائرات المُسيَّرة الهجومية الإسرائيلية لا تزال تحلِّق في أجواء المنطقة.

وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد سائق الإطفاء عماد عبد الحكيم الشاعر، وإصابة 7 آخرين من طواقم الدفاع المدني بخان يونس، في أثناء محاولتهم إنقاذ المصابين وانتشال جثامين الشهداء جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى في مجمع ناصر الطبي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لـ«الغد» إن جيش الاحتلال ارتكب «مجزرة بحق عناصر الدفاع المدني في خان يونس»، مؤكدًا أن قوات الاحتلال استهدفت المواطنين بشكل مباشر ودون أي إنذار، ما أدى إلى استشهاد 138 عنصرًا من طواقم الدفاع المدني في استهدافات مباشرة، في أثناء أداء عملهم الإنساني. وأضاف بصل أن الاحتلال يواصل استهداف طواقم الإنقاذ والإسعاف عند تدخلها لانتشال الشهداء والمصابين، مشددًا على أن ما جرى في مجمع ناصر الطبي «جريمة مكتملة الأركان»، وأن الاحتلال يُثبِت يومًا بعد يوم أنه لا حصانة للصحفيين ولا للأطباء ولا حتى للمسعفين، الذين يُفتَرض أنهم محميون بموجب القانون الدولي الإنساني.

20 شهيدًا في مجزرة مجمع ناصر

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال استهدف الطابق الرابع في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، قبل أن يعاود القصف عند وصول طواقم الإسعاف لانتشال الشهداء والمصابين، مشيرة إلى أن الحصيلة الأولية بلغت 20 شهيدًا وعددًا من الجرحى، فيما أوضح مراسلنا أن من بين الشهداء 5 صحفيين، هم: حسام المصري، محمد سلامة، مريم أبو دقة، معاذ أبو طه، أحمد أبو عزيز.

وفي بيان لها، استنكرت وزارة الصحة في غزة، بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال باستهدافه المباشر مجمع ناصر الطبي في خان يونس، صباح اليوم، وهو المستشفى العام الوحيد الذي يعمل في جنوبي قطاع غزة. وأضافت الوزارة أن «استهداف الاحتلال للمستشفى اليوم، وقتل الطواقم الصحية والصحفية والدفاع المدني هو استمرار للتدمير الممنهج للنظام الصحي واستمرار الإبادة الجماعية، وهو رسالة تحدٍّ للعالم أجمع ولكل قيم الإنسانية والعدالة».

وأشارت الوزارة إلى أن «الحصيلة الأولية للشهداء بلغت 20 شهيدًا من الطواقم الصحية والمرضى والطواقم الصحفية وعناصر الدفاع المدني، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، فيما أحدث القصف حالة من الهلع والفوضى وتعطيل العمل في قسم العمليات وحرمان المرضى والجرحى من حقهم في العلاج».

ووجهت وزارة الصحة نداء استغاثه لحماية ما تبقى من الخدمات الصحية، داعية المجتمع الدولي وجميع المؤسسات المعنية إلى التحرك الفوري والعاجل لحماية الطواقم الإنسانية في غزة».وشددت الوزارة على أن «الصمت الدولي وعدم اتخاذ إجراءات حقيقية لكبح الاحتلال ووقف جرائمه هو شراكة فعليه وهو تصريح باستمرار هذه الجريمة».