الضفة المحتلة:
أكد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المدينة ومخيمها، والذي امتد لـ129 يوماً، خلّف دماراً واسعاً وأضراراً مباشرة تُقدّر بأكثر من 300 مليون دولار، تشمل مدينة جنين، مخيمها، وبلدة قباطية. وأشار إلى أن الاحتلال يمنع طواقم البلدية من دخول المخيم لحصر الأضرار، ما يصعّب تقدير الخسائر بدقة، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن المخيم بحاجة لإعادة إعمار كاملة، بعد تدمير أكثر من 600 وحدة سكنية بشكل كلي، إضافة إلى أضرار جزئية جعلت مبانٍ أخرى غير صالحة للسكن.
وأوضح جرار أن العدوان أدى إلى تدمير شامل في البنى التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق والمياه والكهرباء والصرف الصحي، كما تم إحراق عدد كبير من المنازل وهدم البعض الآخر جزئياً. ووفق دراسة أعدتها البلدية، فإن كلفة إعادة الإعمار تقدر بنحو 160 مليون دولار، وهي ضرورية لإعادة السكان إلى منازلهم وإحياء الحياة في المدينة المنكوبة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، حذر جرار من انهيار وشيك، نتيجة توقف الحركة التجارية والاقتصادية بشكل شبه تام خلال الأشهر الأربعة الماضية، ما تسبب بإفلاس نحو 1200 تاجر وفقدان 4000 عامل لمصدر رزقهم، وسط توقعات بزيادة الأعداد إذا استمر الوضع الراهن. كما تسببت الإجراءات العسكرية بفقدان المدينة لما بين 50 إلى 70 ألف متسوق يومياً، كانوا يأتون من القرى والأرياف المجاورة.
وتعمل البلدية حالياً ضمن خطة طوارئ لتأمين الخدمات الأساسية واحتواء الكارثة الاقتصادية، من خلال إعادة تأهيل الطرق الرئيسية ومداخل المدينة، وخاصة تلك المؤدية من وإلى أراضي الـ48. وقد تم بالفعل إصلاح شوارع رئيسية مثل شارع الناصرة وشارع البيادر والطريق المؤدي إلى مستشفى ابن سينا، لضمان إمكانية وصول الزوار والمتسوقين لاحقاً.
أما في ما يخص مستشفى جنين الحكومي، فأشار جرار إلى أنه محاط بسواتر ترابية وضعتها قوات الاحتلال، ما يعوق دخول سيارات الإسعاف. وقد تم تأمين الحد الأدنى من المياه والكهرباء لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية، رغم تدمير الشارع الرئيسي المؤدي إلى المستشفى، مع الأمل في إزالة العوائق في أقرب وقت للسماح بإصلاح البنية التحتية الحيوية.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال عملياتها في محافظة جنين، حيث نفذت اقتحامات واعتقالات في قرى مختلفة، وداهمت منازل في الحي الشرقي للمدينة، وسط انتشار عسكري مكثف واقتحامات شبه يومية تعمّق معاناة السكان.
وخلال أكثر من أربعة أشهر من العدوان، نزح نحو 22 ألف فلسطيني من المخيم ومحيطه، ما يعادل ربع سكان المدينة تقريباً، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة وغياب الخدمات الأساسية. كما اعتقل الاحتلال نحو 1000 فلسطيني من جنين وطولكرم خلال هذه الفترة، أُفرج عن بعضهم لاحقاً، بينما بلغ عدد الشهداء 40 شهيداً وأكثر من 200 إصابة.