- شهيدان وإصابتان باستهداف طائرة مسيرة مجموعة مواطنين بمنطقة المعسكر غربي مدينة دير البلح
- جيش الاحتلال: نحذر الموجودين في منطقة مطار صنعاء الدولي لإخلائها فورا
حسنا سارعت منظمات الإغاثة الدولية العاملة في فلسطين، التعبير عن رفضها الفوري لخطة حكومة الفاشية اليهودية، المنسقة مع إدارة ترامب "التوراتية"، المسماة زورا بخطة "المساعدات الإنسانية".
لم يقتصر موقف المنظمات الأممية على رفض الخطة، بل ذهبت لتبيان مخاطرها والبعد العنصري الكامن بها، وكونها تحمل مقومات لمزيد من عمليات النزوح الداخلي، ما يمهد الطريق لتهجير خارجي، وفقا لمخطط حكومة نتنياهو، خاصة بعد قرارها بتوسيع العمليات العسكرية وإعادة احتلال قطاع غزة.
ولاحقا تسارعت حركة رفض خطة حكومة الكيان، وتوافقت مع جوهر البيان الأممي، وكل ما قالته، وهو موقف كامل الأركان بصوابيته، وصدقه السياسي، بأن الخطة لا ترمي لأي بعد إنساني بل العكس تماما، وصل الأمر بالرئيس الأمريكي الشريك الرئيسي في حرب الإبادة وارتكاب جرائم الحرب أن يعلن بضرورة إيصال الغذاء لأهل غزة، وبالطبع، أعلنت حكومة الرئيس محمود عباس رفضها لخطة المساعدات، وحذرت من أخطارها.
لا يمكن لفلسطيني، القبول بما أعلنته حكومة نتنياهو من خطة مساعدات جوهرها عنصري، ولكن، هل الرفض وحده يمثل قوة دفع لمنعها، أو وقف تنفيذها، بعيدا عن "الغوغائية" التي تصدرها بعض أطراف محلية وعربية كانت رافعة لمشروع الخراب الكبير، وقدمت للحركة الصهيونية خدمة تاريخية لم يحلم بها هرتزل، فيما فعلته، منذ أن أطلت بحضورها تعاكسا مع الوطنية الفلسطينية.
أن يطالب الجميع برفض خطة نتنياهو، حق سياسي، ولكن من يريد منعها من التنفيذ عليه أن يقدم "خيارا بديلا"، ليس قائما على التنبيه والتنويه والبكائية الفارغة، على ما وصل إليه أهل قطاع غزة، لم تعد مختلف الأوصاف كافية للتعبير عنها، وباتت تحتاج لاختلاق تعابير أدق، كونها مشاهد لم تعرفها منذ حركة الإنسان الأول.
لم يعد الحديث عن الموت جوعا خبرا فريدا من قطاع غزة، بل بات حدثا يوميا، ترافق مع ظواهر لا وصف لها سابقا، ورغم ما تراه المنظومة الدولية وصراخها الدائم، لكنها لم تتمكن من تغيير قواعد الحصار العام وتخضع لمنطق دولة الاحتلال، وكل سلاحها بيان يتبعه بيان أشد حسرة، كلما زاد عدد الموتى جوعا.
عربيا، لم تهتز أي من الرسميات العربية لتغيير معادلة الموت جوعا، رغم كل ما لها أسلحة يمكنها أن تكسر القاطرة العدوانية لو حقا تريد ذلك، فهي لم تأخذ خطوة واحدة تمس مصالح دولة الكيان، ولم تغضب عمليا من دولة الكيان، ولم تضع أمام أمريكا شرطية التعاون مقابل وقف العدوان، عكسيا، تتعامل مع إدارة ترامب "التوراتية" باعتبارها الشريك المركزي والصديق الاستراتيجي لها، ولم تهتز بفعل يمس مصالح الدولة المعادية، يمكنها أن تدرك أن العدوان له ثمن كبير.
وفي رام الله، رسمية تعيش على أمل ان يحملها "الفريق الأمريكي" بعدما يحقق خطة التهجير الترامبية بمروحية خاصة لتصبح شريكا في "إدارة غزة الفندقية"، لا تكلف ذاتها القيام بخطوة واحدة ضد دولة الكيان، مما قررته مؤسساتها الشرعية سابقا.
وسط ذلك المشهد، بين "بكائية إنسانية" و "غوغائية شعاراتية"، هل يملك أهل قطاع غزة رفاهية رفض المخطط العنصري للمساعدات..هل الموت جوعا من أجل اللاشيء بات حقا..تلك هي المسألة.