القاهرة: قال علي فوزي، الباحث في الشؤون السودانية، إن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، إلى القاهرة اليوم تحمل أبعادًا استراتيجية بالغة الأهمية على أكثر من صعيد. أضاف فوزي في تصريحات صحفية أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، والتي تستند إلى روابط تاريخية ومصالح استراتيجية مشتركة، لافتًا إلى أن التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة بات ضرورة ملحة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة. وأكمل أن الأزمة السودانية الحالية، الناتجة عن الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تدفع البرهان إلى السعي للحصول على دعم إقليمي، مشيرًا إلى أن مصر، بحكم موقعها وثقلها السياسي، تعد طرفًا أساسيًا يمكنه لعب دور مؤثر في دعم جهود التسوية السياسية أو تعزيز موقف الجيش السوداني على الساحة الدبلوماسية. وأشار فوزي إلى أن القاهرة تنظر إلى استقرار السودان كجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، خاصة أن استمرار الفوضى هناك قد يؤدي إلى تصاعد موجات الهجرة غير الشرعية وتسرب الجماعات المسلحة، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المصري. وفيما يتعلق بملف مياه النيل، رجّح فوزي أن تكون قضايا مياه النيل وسد النهضة حاضرة ضمن مباحثات الجانبين، خاصة مع التأثير المباشر للأوضاع في السودان على التنسيق المصري السوداني المشترك في هذا الملف الحيوي. واختتم الباحث في الشؤون السودانية، تصريحاته بالتأكيد على أن توقيت زيارة البرهان يحمل رسائل سياسية مهمة موجهة للداخل السوداني وللقوى الإقليمية والدولية، مفادها أن السودان لا يزال يحتفظ بعلاقاته الوثيقة مع مصر، وأن التنسيق بين البلدين مستمر لحماية المصالح المشتركة ومواجهة التحديات الراهنة.