مفكر هندي: بقبوله تدمير غزة الغرب يحفر قبره بيده
مفكر هندي: بقبوله تدمير غزة الغرب يحفر قبره بيده
الكوفية في كتابه الجديد "العالم بعد غزة"، يرى المفكر الهندي بانكاج ميشرا أن الحرب على غزة شكلت لحظة فارقة في التاريخ المعاصر، إذ كشفت انهيار المنظومة الأخلاقية التي طالما تبناها الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
موقف الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، ودعمها العسكري لإسرائيل رغم استهداف المدارس والمستشفيات وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين، يعكس تخليها عن المبادئ التي صاغت النظام الدولي تحت شعار "لن يتكرر ذلك أبدا".
كارثة غزة ليست مجرد مأساة محلية، بل نذير اضطرابات عالمية مقبلة، وعلامة على عالم منهك يلجأ إلى القوة لحل أزماته، فاقدا الثقة بنفسه، ومنفصلا عن القيم التي ادعى حمايتها.
ميشرا يخصص جزءا واسعا من كتابه لتحليل المسار التاريخي والفكري لإسرائيل، وللتحول من صورة الدولة الشابة المثيرة للتعاطف بعد الحرب العالمية الثانية، إلى دولة توسعية أثارت استياء واسعا.
رغم نبرة القلق والغضب التي تطغى على الكتاب، يلمح الكاتب إلى بصيص أمل يتمثل في حركات الشباب حول العالم، الذين يرفضون الصمت ويكسرون حاجز الخوف من تهم معاداة السامية.
يعتبر ميشرا أن غزة أصبحت لحظة تأسيسية لوعي سياسي وأخلاقي جديد لدى عدد لا يحصى من الأشخاص في القرن الـ21، مؤكدا أن العالم بعد غزة لم يعد كما كان، بل أصبح أكثر إثارة للقلق.
كتاب "العالم بعد غزة" يرسم لوحة عالم أكثر توترا واضطرابا، لكنه ما زال يتحرك، مدفوعا بأسئلة كبرى حول العدالة والقيم ودور الغرب في مستقبل النظام الدولي.