معركة سياسية شرسة

حمادة فراعنة
معركة سياسية شرسة
الكوفية وجّهت المستعمرة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة ضربات موجعة للأطراف العربية الثلاثة: 1- المقاومة الفلسطينية، 2- حزب الله، 3- الجيش السوري، إضافة إلى ضربة مزدوجة موجعة لإيران، ولكن هل ماتت هذه الاطراف؟؟ هل رضخت؟؟ هل استسلمت؟؟ هل لديها الاستعداد للاستسلام ورفع الرايات البيضاء؟؟
جوهر الصراع في منطقتنا العربية، هو القضية الفلسطينية، وهي مصدر الإلهام، مصدر الوعي، وتصادم مشاريع حركة التحرر العربية في مواجهة القوى الاستعمارية الإمبريالية المتنفذة في العالم وأدواتها في الشرق العربي: المستعمرة الإسرائيلية.
تمكنت المستعمرة من توجيه ضربات موجعة للشعب الفلسطيني عبر: 1- القتل للمدنيين، 2- التدمير للممتلكات، 3- محاولة تدمير الحياة لأهالي قطاع غزة، ومخيمات الضفة الفلسطينية.
كما تمكنت من توجيه ضربات موجعة لقادة فصائل المقاومة بالاغتيال لقياداتهم العسكرية والأمنية والسياسية.
ولكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم، لم يرحل، لم يهرب، لم تتمكن قوات المستعمرة من تهجيره وتشريده، كما لم تستسلم المقاومة الفلسطينية، لا زالت قادرة على توجيه ضربات موجعة لعدوها الإسرائيلي، ولا زالت قادرة على التفاوض والمساومة على الأسرى الإسرائيليين.
حصيلة ذلك أن قوة المستعمرة المدعومة أميركياً، لم تتمكن من فرض مشروعها وشروطها وبرنامجها، على الشعب الفلسطيني باتجاه الرحيل والهجرة، ولم تتمكن من تصفية المقاومة الفلسطينية، كما لم تتمكن من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون التسليم بشروط المقاومة لإجراء عملية التبادل.
ولهذا يمكن وصف حصيلة التفوق والفعل الإسرائيلي على أنه أخفق وفشل، وإذا سلم بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى بشروط المقاومة الفلسطينية سيدفع الثمن نتنياهو بوصف الهزيمة له أمام صمود الشعب الفلسطيني، وصلابة مواقف المقاومة الفلسطينية، وقدرتها على المقاومة والتفاوض والمساومة.
ترامب يعمل على إنقاذ نتنياهو مما هو فيه من ورطة الإخفاق والفشل، وحمايته من الوقوع بالهزيمة، ولهذا يعمل على عقد الصفقة التي توفر للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي التعادل بدون انتصار، بدون هزيمة، لأن التسليم الإسرائيلي بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، سينقل المقاومة الفلسطينية من موقع الصمود إلى موقع الانتصار، وسينقل موقع المستعمرة من موقع الإخفاق إلى موقع الهزيمة، وهذا ما لا يريده ترامب وإدارته الأميركية الصهيونية، الداعمة بلا تحفظ لسياسات نتنياهو وفريقه اليميني الصهيوني المتطرف.
ولذلك يجب أن يكون واضحاً أن معركة المفاوضات لا تقل شراسة عن معركة المواجهة على الأرض وفي الميدان، وستكون النتائج السياسية انعكاساً لنتائج المعركة الميدانية، وطالما لم تحسم المعركة في الميدان لصالح الانتصار او الهزيمة، ستكون النتائج السياسية انعكاساً لهذا الوضع المعقد الصعب.
ترامب يسعى لرفع الهزيمة عن نتنياهو، لأنه حليفه، وهزيمة نتنياهو هزيمة لترامب الذي يدعي أن الضربات التي وجهت للأطراف العربية، ولإيران هي انتصار يجب جني ثماره سياسياً لصالح أميركا والمستعمرة.
الشعب الفلسطيني يخوض نضالاً من أجل البقاء والصمود على أرض الوطن أولاً، ومن أجل النضال ضد الاحتلال لطرده واندحاره وهزيمته ثانياً، ومن أجل انتزاع حق الحرية والاستقلال والعودة ثالثاً، ولهذا ما نراه اليوم وما نشاهده ليست أولى المعارك الفلسطينية ضد المستعمرة، وهي بالضرورة ليست نهاية المعارك، بل هي محطة كفاحية على الطريق، لها صعوباتها وتداعياتها، ولكنها لن تكون إلا خطوة إضافية تراكمية على الطريق الطويل، طريق الإنجاز نحو فلسطين الحرة المستقلة.