اليوم الاحد 04 مايو 2025م
مصادر محلية: تحليق مكثف وعلى مستويات منخفضة لطيران الاحتلال في أجواء قطاع غزةالكوفية قصف مدفعي "إسرائيلي" شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية مصادر محلية: اندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة عزون شرق قلقيليةالكوفية الاحتلال يستولي على معدات أثناء تأهيل طريق جنوب نابلس بالضفةالكوفية شهداء ومصابون في قصف الاحتلال عمارة سكنية بمدينة غزةالكوفية مصادر طبية: 39 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة سلواد شرق رام اللهالكوفية غوارديولا سعيد بعودة "رودري" ومشاركته في نهائي الكأس غير مؤكدةالكوفية مصادر محلية: طائرات الاحتلال الحربية تشن غارة على غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزةالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال المسيرة "كواد كوبتر" تلقي قنابل في محيط مستشفى المعمداني بمدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تعيق حركة المواطنين غرب بيت لحمالكوفية وجهاء وعشائر غزة: نموت جوعًا.. ونطالب بفتح المعابر فورًا لإنقاذ ما تبقىالكوفية الهند تحظر جميع الواردات من باكستانالكوفية تظاهرات في مدن أوروبية تندد بالعدوان على غزةالكوفية مستوطنون يرعون أغنامهم في أراضي المواطنين بمسافر يطا جنوب الخليلالكوفية واشنطن بوست تكشف أسباب إقالة ترامب مستشاره للأمن القومي.. ما علاقة نتنياهو؟الكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً لعائلة "الأسطل" قرب صالة المهند بمنطقة السطر الغربي في خانيونسالكوفية عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإنهاء الحرب فورًاالكوفية إصابتان بقصف إسرائيلي استهدف مركبة قضاء مدينة صيدا جنوبي لبنانالكوفية "البرلماني العربي" يطالب بتحميل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه غزةالكوفية

النساء المقدسيات.. لا تغلقوا الباب في وجه الرحمن

19:19 - 08 مارس - 2020
عيسى قراقع
الكوفية:

يستحق ان يتوج الثامن من آذار يوم المرأة العالمي هذا العام باسم النساء الفلسطينيات المقدسيات المرابطات والصامدات في مدينة القدس، في باحات مساجدها وكنائسها وعلى عتباتها وأبوابها وأسوارها، يتصدين ببطولة وشجاعة لاعتداءات الاحتلال على الأماكن المقدسة وعلى عروبة المدينة وتاريخها.

المدن نساء، والقدس تحميها النساء، هن في قلب المواجهة مع المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين، الغلاة الحاقدين وخرافاتهم وأساطيرهم الدينية المسلحة، الجميع شاهد المقدسيات وتصميمهن وعزمهن على البقاء في المدينة وحمايتها من التهويد والتشريعات العنصرية ومن شطب القدس من الحياة والكتاب والنشيد والهوية.

المقدسيات اما مرابطات ثابتات يدافعن عن القدس العاصمة، أو شهيدات أو أسيرات، ومنذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل تورط الاحتلال مع النساء المقدسيات، خرجن من كل بيت وحارة وشارع، زغاريد وتكبيرات وحجارة، صلاة دائمة في المسجد وأجراس تقرع في الكنائس، الليل والنهار تحمله قلوب النساء في القدس، الآيات والتاريخ ، الشهداء والأحياء تقودهم النساء في التصدي لسياسة التهجير والاقتلاع والتهويد والتطهير العرقي، الكلمات عربية، الصرخات عربية، الحليب ابيض فلسطيني يرضع الأولاد والشمس والحلم في مشهد ملحمي على ارض القدس وفي سمائها المشتعلة.

الثامن من آذار هذا العالم له نكهته الخاصة المتكاملة، نكهة أنثوية مقدسية، الأرض أيقظها المطر بأزهارها ووردها، والقدس أيقظتها النساء، لا زلن على خط المواجهة الأول في مقاومة الاحتلال، وقد تعرضت المئات منهن لاعتداءات وحشية مختلفة من الضرب المبرح والاستهداف بالرصاص وقنابل الغاز بالإضافة إلى الاعتقال والإبعاد والتهديد بسحب الهوية الشخصية والترحيل خارج القدس المحتلة، أطفالهن في السجن او تحت الإقامة المنزلية، رفضن ان يتحولن سجانات على أبنائهن، أولادهن الشهداء احتجزوا في مقابر الأرقام، بيوتهن تهدم، حملن المتاع والرجاء والصبر، اكفهن دم، عيونهن رمادية غاضبة، شاهدن الإعدامات الميدانية، شاهدن العربدات الكثيرة، لكنهن جددن دورتهن الوطنية والدموية، وعلى صخرتين سماويتين صعدن كالملكات في الغيوم.

المقدسيات لم يجلسن في البيت، استنفرن وشددن الهمم، طهون الطعام للمعتصمين، قدمن الماء والدواء والدعاء، فتحن بيوتهن للجرحى والمطاردين، كن حارسات للشجرة والآيات والأرصفة العتيقة والذكريات، في صوتهن أصوات الضحايا والمعارك والأحلام الكبرى ورائحة المكان، لهن قدرة خارقة على الجمع بين جمال القدس في الذاكرة وسورة الرحمن.

ليس غريبا ان تكون أول أسيرة في الثورة الفلسطينية من القدس، جاءت من حارة الأفارقة، الأسيرة فاطمة البرناوي، وليس غريبا ان يكون انطلاق عمل الاتحادات والجمعيات النسوية في فلسطين من القدس تعبيرا عن مستوى مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، كتفا بكتف مع الرجل، كتفا بكتف مع أسوار القدس العالية، وكتفا بكتف مع الشيخ والراهب وفتوة الربيع القادمة.

المرأة المقدسية وصفت بأنها مصنع الرجال، لهذا تجد كل المعجزات الأرضية والسماوية في القدس، أطفال صغار يواجهون الدبابات والجنود بصدورهم العارية، فتيات جميلات يملان حقائبهن المدرسية بالحجارة، يرفعن العلم الفلسطيني، تهب الريح المقدسية، فلا هدنة في القدس بين الخريف والشتاء، الوقت تحركه النساء المقدسيات، الوقت في القدس امرأة، وميلاد وحقيقة.

النساء المقدسيات في باب الرحمة، في باب العمود، في باب الخليل، في الخان الأحمر، في العيسوية والطور والمكبر وسلوان، وعندما تسال يجيبوك ان هناك عرس وصلاة، هناك صوت نسوي يناديك ان لا تغلق الباب في وجه الرحمن، ان لم تصل القدس فأنت في قبر أو منفى، ان لم تتوضأ بالقدس وتستحم بترابها لن يغفر لك البحر وترضى عنك أمك وهديل الحمام.

الإسرائيليون يعرفون المقدسيات منذ النكبة، العنيدات الصابرات المؤمنات، فعلى مدار 70 عاما واجهت المرأة المقدسية ما واجهه أبناء شعبها الفلسطيني من صنوف التشرد والتهجير ومصادرة الحق في التعبير عن الانتماء والهوية الوطنية وممارسة الحياة الحرة الطبيعية، لكنها ظلت القارئة والمعلمة والمقاتلة، الدليل الوحيد على ان القدس حية باقية، هي أمك وأمي، هي القبلة الأولى والأخيرة، هي ما تبقى من ذخيرة، فيمم الآن وجهك شطر العاصمة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق