الكوفية:القدس المحتلة - قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني،: "في هذا الصباح، وبينما كان مئات من ضحايا حصار التجويع الإبادي الإسرائيلي يتدافعون بحثاً عن المساعدات في رفح، حوّلتهم قوات الاحتلال إلى أهداف مباشرة في مصائد موت. فعندما يُفرض على شعب أعزل الوقوف بين نارَي الجوع والرصاص، نكون أمام ذروة مكتملة لجريمة الإبادة الجماعية. وإن صمت العالم في هذه اللحظات ليس سوى تواطؤ صريح، وستبقى مسؤولية ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة والمتواطئين معهم أمانة في عنق الضمير الإنساني والقانون الدولي، مهما طال أمد الإفلات من العقاب."
بهذه العبارات، وصف دلياني المجزرة الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في مدينة رفح، حيث فتحت نيرانها على مئات المدنيين الفلسطينيين المتجمعين حول مركز توزيع مساعدات تُشرف عليه شركة أميركية، بموجب تنسيق مباشر مع سلطات الاحتلال في المنطقة العازلة. وأسفرت المجزرة، بحسب وزارة الصحة في غزة، عن حصيلة أولية بلغت ١٧٩ شهيداً وجريحاً.
ويؤكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح أن ما جرى في رفح صباح اليوم هو جزءٌ من سياسة اجرامية منظمة تستخدم فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي التجويع المتعمّد، عبر الحصار الخانق، كسلاح إبادة في قطاع غزة، بما ينسجم نصاً وروحاً مع التعريف القانوني لجريمة الإبادة الجماعية الوارد في المادة الثانية من اتفاقية عام ١٩٤٨ لمنع جريمة الإبادة. فالمشهد في رفح، حيث يُجبر المدنيون الأبرياء، ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية المحاصرين، على التجمّع في ساحات قتل مكشوفة تحت أنظار جيش الاحتلال وقناصته ومسيرّاته، يُجسّد بوضوح هندسة قتل جماعي مبيتة.
وختم دلياني بالتأكيد على أن ما جرى اليوم في رفح ليس مجرد مأساة عابرة، بل جريمة قتل جماعي وحشية تفضح الانحدار المريع للضمير الإنساني العالمي إلى مستنقع من الصمت المتواطئ، صمت يُشرعن رصاص الاحتلال الذي يُمعن في اغتيال أطفالنا.