اليوم الاحد 25 مايو 2025م
عاجل
  • طائرات الاحتلال تدمر منزل المواطن عبدالله رمزي أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس
  • مسيرة إسرائيلية تطلق الرصاص تجاه مجموعة أطفال في حي صلاح الدين ببلدة بني سهيلا، شرق خانيونس
طائرات الاحتلال تدمر منزل المواطن عبدالله رمزي أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونسالكوفية مسيرة إسرائيلية تطلق الرصاص تجاه مجموعة أطفال في حي صلاح الدين ببلدة بني سهيلا، شرق خانيونسالكوفية مصادر مطلعة في رام الله للغد: تطورات إيجابية متسارعة في مفاوضات الدوحة قد تفضي إلى توقيع اتفاق لتبادل الأسرىالكوفية إسبانيا تقاطع إسرائيل عسكريا وتدعو لاعتراف أوروبي بدولة فلسطينالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم بلدة حجة شرق قلقيليةالكوفية مراسلنا: عدد من الإصابات في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في شارع "أبو سرور" في بلدة بني سهيلا شرقي خانيونسالكوفية حكومة نتنياهو بين استعادة الردع والتطهير العرقيالكوفية حـرب الـسـعـرات الحرارية على غزةالكوفية مصادر طبية: 30 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية رئيس الأركان الإسرائيلي: حرب غزة ليست أبدية وسنعمل على تقصيرها وفقاً لمرونة أهدافهاالكوفية حوار هادئ مع حركة حماس ...!الكوفية الأصيل لا يحتاج إلى ضجيجالكوفية "الأغذية العالمي": العائلات الفلسطينية بغزة لا تزال على شفا المجاعةالكوفية رئيس أركان الجيش يال زامير يزعم: قضينا على لواء رفح وآن الأوان أن نقضي على لواء خانيونسالكوفية هآرتس العبرية: استئناف الحرب في غزة أدى إلى عجز مالي كبير يتراوح بين 15 و25 مليار شيكلالكوفية الاحتلال يستدعي سفيره بواشنطن بعد هجومه على معارضي نتنياهوالكوفية رئيس وزراء مالطا: سنعترف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبلالكوفية "إسرائيل" قتلت 950 طفلا خلال شهرين وإجمالي عدد الشهداء نحو 54000الكوفية جيش الاحتلال يرسل ألوية المشاة والمدرعات إلى غزة في تصعيد عسكري واسعالكوفية الناطق باسم الدفاع المدني: أغلب المواطنين في القطاع لم يحصلوا على أي كيس طحينالكوفية

حـرب الـسـعـرات الحرارية على غزة

18:18 - 25 مايو - 2025
ريما كتانة نزال
الكوفية:

لم يصل عدد الشاحنات التي تمكنت من دخول غزة إلى المئة، بعد مرور ثمانية وسبعين يوماً حال الاحتلال دون دخول أي شاحنة، من بين الشاحنات الداخلة مرت شاحنتان محملتان بالأكفان، لقد نفدت الأكفان من المخازن ولم ينتهِ الجيش من استنفاد مهمته.

سيذكر التاريخ مشهد الأطباق الفارغة تزدحم أمام التكيات والمطابخ المجتمعية، في واحد من المشاهد المتكررة في يوميات الحرب الهمجية على قطاع غزة، فالاحتلال مصمم عن سبق إصرار وتعمد على دفع غزة إلى حافة الموت، في طقوس تقويض الحياة البشرية ومضاعفة تفاقم الأزمة الإنسانية المتردية أصلاً، بينما يواظب جيشه على قصف مخازن الأغذية والمطابخ لأن الشعار الرئيس المرفوع من قبل قادة السياسة الإسرائيلية نحو التوحش المجنون: «لن تدخل حبة قمح واحدة».

التجويع سلاح سياسي وحربي قاتل، بطيء وموجع ومخيف. والمستهدفون في حرب التجويع ليسوا مئة، ليسوا خمسمائة أو ألفاً أو ألفين، هم مليونا إنسان خلع الاحتلال عنهم بشريتهم، هم الأطفال الذين في نظر الاحتلال ليسوا سوى أبناء الأفاعي، هن النساء اللواتي يلدن الأفاعي، وهم الرجال المستهدفون بامتياز، إنها الحياة الفلسطينية المُطاردة من قبل الاحتلال في زمن السقوط المدوي للأخلاق.. فالمؤسسة الصهيونية لا تتعامل مع الفلسطينيين كبشر، بل محكومة برؤيا وخطاب يتوخى نزع إنسانيتهم عنهم.

المجاعة الشاملة ليست خبراً عاجلاً عن موت مستعجل، بل سردية طويلة نوعا ما عن الموت على دفعات، يبدأ كلسعة تنذر باقتراب جدران الجسد من بعضها البعض نحو التصاقها، وتنتهي بهجرتها تاركة خلفها بقايا إنسان ينتظر الشهقة الأخيرة، وتسجيل ما تبقى منه من عِظام بأنها كانت ذات يوم جسداً مكتملاً يحمل أحلاما وأمنيات لم يكن مقرراً له أن يتحول إلى بقايا جسد بلا أمل.

المجاعة تترك خلفها بقايا عيون مفتوحة على حزن وعتاب، تسجل جريمة لم يشهدها التاريخ القديم والحديث، وحملها أحلاما انتهت قبل أن تبدأ.. ذكرى جسد ناضل حتى النهاية في اعتصار سوائله ليتغذى على نفسه، ومواجهة نوبات الجوع وتجميعها في نوبة واحدة لمقاومتهما، شهادة حسية عن ذوبان الجسد والأحلام والآمال والزهد، حتى الموت.

سيسجل الفلسطينيون سوابقهم الخاصة في حرب السعرات الحرارية على الشعب الفلسطيني في غزة، التجويع القسري والطوعي، فقد نفذ الأسرى على جدارية نضالهم الطويل قرار الجوع بإرادة ذاتية في سبيل الحرية، ذهبوا إلى تذويب أجسادهم من أجل تحصيل حقوقهم وحريتهم وفك قيود الاعتقال الإداري، بينما لجأت إدارة السجون إلى قمع إضرابهم بالقوة لكسره وإطعامهم بالقوة

التجويع في غزة سلاح سياسي وحربي يندرج في إطار حرب الإبادة بجميع الأشكال والأدوات، يُوظف من قبل المؤسسة الصهيونية من أجل كسر إرادة قطاع غزة وحبها للحياة وحقها بها، رغم كل ما تهمس لهم به أمعاؤهم بأنها قد تعبت من التصاق جدرانها ببعضها، ومن نوبات الجوع المتتالية المصحوبة بالصداع والدُوار ومطالبة قلوبهم لعقولهم بالزهد بالحياة وتركها في حالها بلا أسف على حياة تشبه الموت، توشوش لهم، ليل نهار، ألا شيء يستحق الحياة، لا النزوح ولا الجوع ولا تجرع الحزن اليومي يستحق المجازفة، فقد الأهل والجيران وجدران البيت لا يستحق البقاء، ولا شيء يستحق الأثمان الباهظة التي يتم دفعها، سوى إرادة غزة بالحياة.  

أهل قطاع غزة، اليوم، وهم يجلسون على حافة الموت، يضعون العالم تحت الاختبار، وباتت البوصلة الأخلاقية للعالم العربي والغربي قيْد الفحص، وليس أمام العالم سوى خيارين اثنين: إما الانتصار لغزة والخروج من امتحانها بنجاح وعدم الصمت عما يجري من انتهاكات ومجازر مرعبة، وإما خذلان غزة والسقوط المريع في امتحانها الصعب.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق