- غارة جوية إسرائيلية على شرقي مدينة غزة
متابعات: قال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن موقف دولة الابادة والاحتلال الإسرائيلي تجاه وفاة قداسة البابا فرنسيس يمثل تجلياً ساطعاً للأيديولوجيا العنصرية التي تشكل النواة الصلبة لبنيتها السياسية، والتي حولتها إلى كيان منبوذ في الأوساط الشعبية الدولية. وأكد دلياني أن الاقتصار على تمثيل دبلوماسي متدنٍّ عبر سفيرها لدى الفاتيكان في مراسم جنازة البابا، وحذف رسائل التعزية الرسمية، وتأخر رئيس وزرائها في تقديم تعازٍ شكلية تحت وطأة الضغوط الدولية، إنما يعكس جميعه عمق اختراق الفكر الصهيوني الإقصائي لمنظومة القرار السياسي الإسرائيلي.
وأضاف دلياني، إن الاستخفاف الإسرائيلي بمراسم جنازة قداسة البابا فرنسيس، والتي ستُعقد اليوم، يكشف عن تحلل قيمي عميق طال كيان الاحتلال. فالفكر الذي أفرز قانون القومية عام 2018 ليشرعن تفوق "اليهود" على غيرهم من البشر، هو ذاته الذي يغذي الابادة والحصار المفروض على مليوني إنسان فلسطيني في غزة، وهو ذاته الذي يبرر استمرار الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية."
وتابع ، انه حين ألغت حكومة الاحتلال رسائل تعزيتها، وأخضعت موقفها الرسمي لأهواء التيارات الدينية السائدة في النظام السياسي الإسرائيلي، فإنما جسدت مجدداً النهج العنصري ذاته الذي يدفع بالمجازر المستمرة في غزة؛ وهي المجازر التي لم يتردد قداسة البابا فرانسيس في وصفها بأنها تحمل 'سمات الإبادة الجماعية'. إن رد الاحتلال على موقف الفاتيكان الأخلاقي يعري البنية العنصرية التي ترى في الآخر نقيضاً فاقداً للإنسانية."
وأوضح ، إن حالة العزلة التي تتخبط فيها دولة الاحتلال اليوم ليست إلا ثمرة مباشرة لخيار استراتيجي مستند إلى قاعدة ايديولوجية اتخذته بالتمرد على المبادئ الكونية للعدالة والمساواة وكرامة الإنسان. وموقفها من وفاة البابا فرنسيس إنما يكشف إلى أي درك سحيق قادتها الايديولوجية الصهيونية."
واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح باعتبار أن سلوك دولة الاحتلال تجاه المجتمع الكاثوليكي العالمي يعكس أزمة أخلاقية متأصلة في الفكر الصهيوني، أزمة تجعل من أي أفق لتعايش قائم على العدل والاحترام المتبادل حلماً مستحيلاً تحت وطأة المسار الأيديولوجي الصهيوني الحالي.