نشر بتاريخ: 2025/09/04 ( آخر تحديث: 2025/09/04 الساعة: 14:58 )

ارتفاع عدد قتلى زلزال أفغانستان... والناجون يواجهون أزمة مساعدات

نشر بتاريخ: 2025/09/04 (آخر تحديث: 2025/09/04 الساعة: 14:58)

متابعات: واصل عمال الإنقاذ جهودهم لانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الزلازل في أفغانستان هذا الأسبوع، في حين ينفد الوقت أمام الناجين الذين يواجهون مستقبلاً قاتماً مع تحذير وكالات الإغاثة العالمية من تناقص الأموال المخصصة للغذاء والمأوى والأدوية.

وقالت حكومة «طالبان» إن عمليات البحث استمرت حتى وقت متأخر من الأربعاء في المناطق الجبلية الشرقية التي ضربها الزلزال؛ إذ تم انتشال المزيد من الجثث.

وتجاوزت حصيلة الزلزال في أفغانستان 2200 قتيل و3600 جريح، وفق أرقام محدثة نشرتها حكومة طالبان الخميس.وأوضح نائب المتحدث باسم الحكومة حمدالله فطرت أن الحصيلة في ولاية كونار وحدها بلغت 2205 أشخاص و3640 جريحا، مشيرا الى أن عمليات الإنقاذ مستمرة.

وقال أحد الناجين في إقليم كونار الأكثر تضرراً: «تدمر كل ما كان لدينا».
 

وأضاف: «انهار منزلنا، وفقدنا كل ممتلكاتنا وأمتعتنا. كل ما تبقى هو هذه الملابس التي نرتديها».

تسبب الزلزال الأول، الذي كان بقوة ست درجات وكان أحد أعنف الزلازل في أفغانستان في السنوات القليلة الماضية، في أضرار ودمار واسع النطاق في إقليمي كونار وننكرهار يوم الأحد، عندما وقع على عمق ضحل يبلغ عشرة كيلومترات.

وتسبب زلزال ثان بقوة 5.5 درجة يوم الثلاثاء في حالة من الذعر وعرقلة جهود الإنقاذ؛ إذ تسبب في انزلاق الصخور من الجبال وقطع الطرق المؤدية إلى القرى في المناطق النائية.

وذكرت السلطات أن نحو 3400 شخص آخرين أصيبوا وانهار أكثر من 6700 منزل. وحذَّرت الأمم المتحدة من احتمال ارتفاع عدد القتلى؛ إذ لا يزال الناس محاصرين تحت الأنقاض، مع نفاد الوقت للعثور على ناجين.
 

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن الاحتياجات الإنسانية «هائلة وتتزايد بوتيرة سريعة».

وأضاف نقلاً عن أرقام أولية أن «ما يصل إلى 84 ألف شخص تأثروا بشكل مباشر وغير مباشر مع نزوح الآلاف».

أُبيدت عائلات بأكملها في بعض قرى إقليم كونار. وبحث الناجون بيأس عن أقاربهم بين الأنقاض، وحملوا الجثث على نقالات، وحفروا القبور بالمعاول في انتظار وصول المساعدات.

وأظهرت صور لتلفزيون «رويترز» شاحنات، بعضها محمل بأكياس دقيق وبعضها يقل رجالاً يحملون مجارف، متجهة إلى قرى نائية على منحدرات أعلى. كما أنزلت السلطات عشرات من أفراد القوات الخاصة جواً في مواقع لم تتمكن الطائرات الهليكوبتر من الهبوط فيها.
 

وفي واشنطن، حثت وكالات إغاثة، الأربعاء، المجتمع الدولي على زيادة التمويل لأفغانستان بعد أن أسفر زلزال كبير عن مقتل ما لا يقل عن 2200 شخص وإصابة الآلاف.

وقال المسؤولون إن عدداً قليلاً من الدول أعلن عن تقديم مساعدات مالية منذ ليل الأحد، حين ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر محافظات عدة في شرق أفغانستان الجبلي والنائي، مدمّراً القرى ومحاصراً الناس تحت الأنقاض.

وتعد هذه أحدث أزمة تضرب البلاد، وثالث زلزال قوي منذ استيلاء «طالبان» على السلطة في 2021.

وقدمت بريطانيا مليون جنيه إسترليني (1.3 مليون دولار) للمساعدة، على أن تذهب هذه الأموال إلى منظمات الإغاثة وليس إلى حكومة «طالبان» التي لا تعترف بها المملكة المتحدة. كما أعلنت كوريا الجنوبية، الأربعاء، عن تقديم مليون دولار عبر الأمم المتحدة. وتعهدت أستراليا، الخميس، بتقديم مليون دولار، وقالت إنها تعمل مع شركاء معتمدين لضمان أن تصل مساعداتها إلى المحتاجين وليس إلى حكومة «طالبان».

ويتم إطلاق مبلغ إضافي قدره 11 مليون دولار من خلال صناديق تشرف عليها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين تقوم وكالات التنمية بتحويل الأموال عبر المنظمات غير الحكومية أو الجمعيات الخيرية. ومع ذلك، لم تقدم كثير من الدول المانحة التقليدية بعد مساعدات مالية.

وكانت الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني لأفغانستان حتى قلصت هذا الدعم في وقت سابق من هذا العام.