نشر بتاريخ: 2025/06/26 ( آخر تحديث: 2025/06/26 الساعة: 21:52 )

تعبنا ...!

نشر بتاريخ: 2025/06/26 (آخر تحديث: 2025/06/26 الساعة: 21:52)

الكوفية سأترك مساحة لعقلي المرهق وقلمي المتعب ليتحدثا عن واقع الحياة المرير في قطاع غزة ، التي أرهقته الحرب المستمرة والعدوان المتواصل في ظل واقع إنساني صعب ومرير للغاية، ولهذا اخترت عنوان المقال ليكون " تعبنا ".

تعبنا من كل شيء حتى أصبحنا لا نملك شيء ، لا نملك الحلم الجميل والأمل القليل ، الذي اختفى شعاعه وتحول إلى عتمة اليأس بالبرهان والدليل ، ضمن واقع إنساني مأساوي يحاكي جموع غزة ، وكأنه واقع سيبقى أبديا دون تغيير.

تعبنا من حياة أصبح عنوان البحث في عيون الأطفال الحزينة الجائعة، دون طموح إلى مستقبل أفضل يمكن الحلم معه للحظات تفصل بينها وبين مصير مجهول يحاكي كل انسان لديه ضمير ...

تعبنا دون تفاصيل والدليل معركة الحياة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة الذي يعيشها المواطن بصبر الأنبياء والمرسلين.

تعبنا من حرب مستمرة نناشد من هولها وفضاعتها بأن تقف ولا تعود لأن حطب وقودها الدم النازف الذي شيب الوجود ، وحكم على الإنسان بالبقاء رهينة بسلاسل من قيود.

تعبنا من حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل ، ولم نكن سببها ، وتحملنا نتائجها عنوة ورغما عنا وتقودنا ببشاعة نحو الأجل.

تعبنا من كل الأشياء، وأصبح واقعنا عنوانه سوء ويزداد يوما بعد يوما ألما وسوء.

تعبنا ... وتعبت غزة ذات الوجوه الشاحبة والأرواح التي شاخت قبل أوانها وذات الأجساد المرهقة من الجوع والحرمان، وكأنها تقول للإنسان لا يمكنك البقاء على قيد الحياة حتى ينتصر الطغاة ، لتتمكن من فرصة النجاة لتعانق الحياة الكارهة للموت والعاشقة لشوق الحياة.

تعبنا من المعارك الوهمية ومن الانتصارات الحكواتية التي كنا نستمع إلى شبهها في حكايات ما قبل النوم ، لكي نشعر بعظمة الانتصارات الوهمية ، رغم أنها مجرد حكايات ليلية تتبخر مع طلوع النهار ، لنكتشف حقيقة الحكايات في الصباح ، لتأكد لنا متاعب الحياة، أنها ليس إلا مجرد خرافات تستخدم بها الحبكة الدرامية لنسج الحكايات.

تعبنا ونعترف هنا ، أنه ورغم تعبنا مازلنا وسنبق نحب الحياة إذ ما استطعنا إليها سبيلا.