كشف المستعمرة وتعريتها

حمادة فراعنة
كشف المستعمرة وتعريتها
الكوفية أعاد هجوم المستعمرة على إيران يوم 13 حزيران يونيو 2025، إلى أصلها، وكشف وعرّى حقيقتها أنها: مشروع استعماري توسعي عدواني، يعمل من أجل:
1 - ابتلاع كامل خارطة فلسطين، بشكل تدريجي بدءاً من وعد بلفور 1917، وإعلان قيام المستعمرة 1948، إلى احتلال كامل فلسطين مع الجولان السوري عام 1967، إلى احتلال جنوب لبنان أكثر من مرة إلى الآن، وتدمير قدرات القوى السياسية الوطنية المعادية للاحتلال: حركة حماس وحزب الله والجيش السوري، إلى التطاول على سيادة العديد من البلدان العربية والإسلامية من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن والجزائر إلى تونس وحتى السودان لم يسلم من شرهم، وغيرهم، بالاغتيال والمؤامرات والإسهام في إسقاط أنظمتها، وها هي تعمل على تدمير قدرات إيران كحاضنة مساهمة، وداعمة لكل من يقف مع فلسطين ضد المستعمرة الإسرائيلية.
2 - تعمل من أجل السيطرة والهيمنة على المنطقة العربية وبلدان الشرق العربي خاصة، ولهذا بادرت بالهجوم على إيران، لأنها تقف داعمة لقوى سياسية معادية للمستعمرة، مؤيدة لفلسطين، وتتفق سياساتها مع إيران، بشكل أو بآخر، ولهذا عملت المستعمرة على تدمير قدرات القوى السياسية الفلسطينية واللبنانية والسورية تمهيداً لهذا العدوان على إيران.
هجوم المستعمرة المباغت على إيران أدى إلى تحقيق نتائج ملموسة إلى الآن:
1 - صحوة إيرانية تنتقل من موقع التقدير النظري، إلى موقع الإدراك العملي أن المستعمرة الإسرائيلية عدو حقيقي للعرب وللمسلمين، بصرف النظر عن هوياتهم الوطنية: عرب، فرس، كرد، أتراك، مسلمين أو مسيحيين.
2 - تطهير إيران من التسلل التجسسي الإسرائيلي الأميركي الأوروبي.
3- صمود إيراني رغم الضربة الفجائية الموجعة التي وجهت لإيران يوم 13/6/2025.
4 - استيعاب الضربة الإسرائيلية، وتوجيه ضربات موجعة للمستعمرة رداً على عدوانها، سيقلل من شأنها وتبجحها، ومحاولاتها في التوسع والعدوان.
5 - سيدفع العديد من الأجانب الزوار السياح للرحيل عن فلسطين، والأهم سيدفع من هم لديهم جنسيات مزدوجة للرحيل، بعد أن تبين لهم أن مشروع المستعمرة على أرض فلسطين لن تكون أمنة للبقاء والرفاهية والاستثمار، وما نشهده رغم قلة المعلومات ومنع تسريب المعلومات، ولكن الرحيل بدأ، وبذلك حقق الرد الإيراني أحد أهم أهدافه الاستراتيجية ضد العدو الوطني القومي الديني الإنساني المشترك.
المعركة ما زالت متواصلة، رغم الضربات المتبادلة، ولكن إيران الأقدر على استيعابها لأن إيران بلد الشعب الإيراني الذي لا خيار له سوى الصمود في مواجهة العدو وهجومه، بعكس الإسرائيليين الذين لهم خيار آخر، في العودة إلى البلدان التي أتوا منها، والرحيل عن فلسطين، طالما لن يتوفر لهم الأمن والاستقرار.
قد لا يكون لأي طرف القدرة على مشاركة الإيرانيين في التصدي لهجمات المستعمرة، فالواضح أن الشعوب نفسها، لا غيرها، هي التي ستدفع ثمن الحفاظ على سيادتها، والتضحيات من أجل استقلالها وحريتها، هذا ما حصل في الجزائر والفيتنام وكل شعوب الأرض التي انتزعت القدرة على هزيمة عدوها الذي تطاول على سيادتها واستقلالها، وهذا شأن الشعب الإيراني بتعددياته القومية كمواطنين يتعرض بلدهم للعدوان، ويمس بهم، ولا يفرق بين هوياتهم القومية المتعددة، لأن إيران هي المستهدفة بأكملها.