قناة الكوفية الفضائية

رغيف الخبز وصراع البقاء

25 مايو 2025 - 16:41
ثائر أبو عطيوي

لا يزال قطاع غزة يعاني الجوع لأكثر من 80 يوما بسبب إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، ولا يزال رغيف الخبز يتصدر المشهد الإنساني من حيث شهوة رؤيته والتمعن به وصولا للحصول  عليه ، نظرا لشح توفر الدقيق وعدم توفره، الذي أصبح في قطاع غزة يباع الكيلو الواحد ، بالثمن الباهض والمرتفع جدا ، وعدم قدرة المواطنين على شرائه، بل أصبحوا يسترقون النظر فقط من أجل رؤيته ومشاهدته.

اليوم أصبح امتلاك رغيف الخبز أو حتى بضعة كيلوات من الدقيق في قطاع غزة هو أسمى الأماني التي تزينها حروف الكلمات والمعاني ، فلا عجب ولا استغراب فهناك مئات الألوف  تصحو وتنام وهي تحلم في رغيف الخبز وخصوصًا الأطفال الذين أصبحوا يشتهون كافة أنواع الأغذية والطعام ، وحتى بالكاد أصبحوا يتذكرونها ويتذكرون أسمائها ، نظرا لعدم رؤيتهم لها طوال فترة الحرب .

إن الصور والمظاهر التي تشاهد في قطاع غزة وتهافت واكتظاظ المواطنين في الأيام الأخيرة للحصول على رغيف الخبز تدلل على معنى صراع البقاء من أصحاب البطون الخاوية، التي أصبحت تتساقط  أجسادها في الطرقات والشوارع ، بسبب قلة الغذاء وألم الحرب والجوع ، ووفاة العديد من المرضى وكبار السن والأطفال بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، الأمر الذي يعطي مشهدا إنسانيا حقيقيا لمعنى البؤس واليأس والحرمان والمأساة ، في ظل واقع مأساوي وصعب للغاية تعجز عن كتابته وتصويره كافة الأقلام وبكافة اللغات.

اليوم وفي ظل الحديث عن غزة ورغيف الخبز وصراع البقاء ، هناك الصرخات الصامتة والمكلومة وهناك الآهات وشبح الموت جوعا في ظل حرب مستمرة وعدوان متواصل.

في ظل عدم توفر رغيف الخبز في قطاع غزة،  فهذا يعبر عن حجم المأساة وفضاعة الكارثة الإنسانية لمواطنين أصبحت حياتهم عبارة عن أمنيات وصرخات، أمنيات بخلاص الحرب وانتهائها ، وصرخات من شدة ألم الجوع وصراع البقاء.

 غزة لا ترغب بالموت والفناء، بل تحب الحياة إذ ما استطعنا إليها سبيلا.

Link: https://mail.alkofiya.info/post/271893