قناة الكوفية الفضائية

هذا هو الفرق بيننا وبينهم

22 مايو 2025 - 17:56
حمادة فراعنة

أوصى أبو بكر الصديق جنوده قبل فتح بلاد الشام بقوله:

"لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة".

تلك هي الوصايا التي تعلمناها في مدارسنا، ومساجدنا، من قيم ترسخت مع الزمن في نفوسنا وضمائرنا وسلوك مقاتلينا وتعليمات قياداتهم، ولذلك تباهى قادة المجتمع العربي الفلسطيني أن فلسطين قبل الاحتلال والنكبة وتشريد نصف الشعب الفلسطيني خارج وطنه عام 1948، بعد سلسلة المجازر والمذابح والقتل والسحل وتدمير القرى، بفعل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني العبري اليهودي، كان الشعب الفلسطيني يتمثل بالتعددية الدينية من المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز، والقومية من العرب وغير العرب من الأقليات القومية القليلة أكراد وشركس وشيشان وأرمن.

ومقابل ذلك لندقق بتاريخ الغزاة اليهود إلى فلسطين، فقد قادهم يشوع بن نون، بعد رحيل موسى عليه السلام من شرق الأردن، في مأدبا، نحو أريحا فماذا أوصى قائدهم يشوع بن نون لجنوده الغزاة إلى أريحا، حيث أمرهم يشوع بحرق كل ما في المدينة من رجل وامرأة وطفل وشيخ حتى البقر والغنم

﴿وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَٱمْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ﴾، ﴿وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا).

تلك هي الوراثة الفكرية السياسية الثقافية لطرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما حديثاً، حركة حماس في وثيقتها المعلنة يوم 1-5-2017، تؤكد في البند رقم 16 ما يلي:

"أنَّ الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم، وحماس لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنَّما تخوض صراعاً ضد الصهاينة المحتلين المعتدين، بينما قادة الاحتلال هم من يقومون باستخدام شعارات اليهود واليهودية في الصراع".

وفي البند 17 من نفس الوثيقة المعلنة ما يلي:

" ترفض حماس اضطهاد أيّ إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي أو ديني أو طائفي، وترى أنَّ المشكلة اليهودية والعداء للسامية واضطهاد اليهود ظواهر ارتبطت أساساً بالتاريخ الأوروبي، وليس بتاريخ العرب والمسلمين ولا مواريثهم".

سموترتش من الائتلاف الحكومي مع نتنياهو وبن غفير، وليبرمان من قادة المعارضة لحكومة نتنياهو مع بيني غانتس ويائير لبيد، كلاهما الوزير سموترتش والمعارض ليبرمان يرفضان ويُحرضان على قرار نتنياهو الذي سمح بإدخال بعض المواد الغذائية إلى قطاع غزة وتم ذلك بضغط أميركي، بعد التدقيق والفضائح من ممارسات المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني، الذي يرحل ويختفي عن الحياة بسبب:

 1- القتل والتدمير والقصف والحرق المباشر المتعمد من قبل قوات الاحتلال بقرار سياسي من قبل حكومة نتنياهو.

2- الجوع بقرار منع إدخال المواد الغذائية الأولية الضرورية للإنسان للبقاء على قيد الحياة.

3- المرض الذي يجتاح أهالي قطاع غزة بسبب ضعف المناعة والأوساخ المنتشرة، وغياب الأدوية والعلاجات، وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية، بشكل مقصود، والهدف هو إنهاء حياة الفلسطينيين، وقتل أكبر عدد منهم سواء كانوا من الرجال أو النساء، من الأطفال أو الكهول لا فرق بالنسبة للمستعمرة وقراراتها وأجهزتها، المهم تقليص عدد الفلسطينيين على أرض وطنهم الذي لا وطن لهم غيره: فلسطين، عبر: 1- القتل، 2- التشريد والترحيل، كما حصل عام 1948، وها هي الوقائع والدلائل والأفعال تتكرر مع الفلسطينيين على يد الإسرائيليين.

.............

القتل والتدمير والقصف والحرق المباشر المتعمد من قبل قوات الاحتلال بقرار سياسي من قبل حكومة نتنياهو، والجوع بقرار منع إدخال المواد الغذائية الأولية الضرورية للإنسان للبقاء على قيد الحياة.

Link: https://mail.alkofiya.info/post/271627