القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والذي يُطبق على أكثر من مليوني إنسان، قد تجاوز حدود العقاب الجماعي ليصبح بحد ذاته نموذجاً مكتمل الأركان لسياسة إبادة جماعية، تُدار بأدوات الجوع والمرض والهدم، بالإضافة إلى القصف والقنص والاختطاف والتعذيب.

وقال دلياني: "نحن أمام سياسة خنق لا تُمارَس فقط بالقنابل، بل تُنفّذ عبر منع الغذاء، وخنق الخدمات الطبية، وتدمير البنية التحتية في إطار منظم يحوّل الحق في الحياة إلى خيار خاضع لمعادلة الاستعمار الإبادي الإسرائيلي". وأضاف: "ما يجري في غزة هو ان الجوع أصبح قراراً سياسياً، والدواء خاضعاً لحسابات السيطرة الاستعمارية، والمستشفيات أهدافاً عسكرية يتم قصفها عن سابق إصرار".

وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن العدوان الابادي الإسرائيلي ما زال يستهدف ما تبقى من أعمدة الحياة المدنية، بدءاً من المرافق الطبية، مروراً بما تبقى من مخازن مواد الدعم الإنساني، وصولاً إلى البنى التحتية التي تُعتبر شريان بقاء لسكان قطاع غزة. وأوضح: "حين يتم تدمير مستشفيات كبرى كمستشفى ناصر والمستشفى الإندونيسي، وحين تُفقد منظمة الصحة العالمية ثلث مخزونها من الإمدادات الطبية في ضربة واحدة، فإن ذلك يُجسد الانتقال من حرب الابادة بالقصف إلى حرب الإبادة عبر التجويع والمرض".

واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن سياسات الاحتلال في قطاع غزة تُشكّل نموذجاً معاصراً للإبادة الجماعية، حيث يُدار الموت بآليات عسكرية وإدارية تُمأسس الموت، وتُفرغ مفهوم الإنسانية من جوهره، فيما يقف المجتمع الدولي شاهداً عاجزاً أمام كارثة تُنفّذ بمسؤولية رسمية كاملة من دولة الاحتلال.