القدس المحتلة - قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: "إن محو أكثر من ٧٣٪ من مباني مدينة رفح، مقابل أقل من ٤٪ فقط ما تزال قائمة وصالحة للسكن أو الخدمات، يُجسّد تطبيقاً لعقيدة استعمارية اسرائيلية تعتمد على الجرافات والممرات المفخخة كأدوات تنفيذية لإعادة تشكيل الجغرافيا الفلسطينية، وتجريد المكان من كل بعد سياسي أو اجتماعي أو إنساني"، مؤكداً أن "تدمير ما يزيد عن ٦٠٠٠ مبنى بين أيلول وكانون الأول ٢٠٢٤ في رفح، خارج أي اشتباك عسكري، يكشف عن طبيعة الخطة الإسرائيلية التي لا تستهدف إلا المجال الحيّ الفلسطيني ذاته".
وأوضح القيادي الفتحاوي أن "ما يجري في غزة هو محو عمراني متكامل، يتم بأدوات تدمير ميدانية تستهدف البنية التحتية المدنية، وتُمارَس ضمن استراتيجية تسعى إلى تحويل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية إلى بُقع خاملة، خالية من مقومات الاستمرار"، مضيفاً أن "أكثر من ٧٠ ألف وحدة سكنية تم تدميرها كلياً حتى الآن في قطاع غزة، من أصل ٢٤٥ ألفاً تعرضت لأضرار متفاوتة، في واحدة من أوسع حملات المحو العمراني التي يشهدها التاريخ الحديث".
وأشار دلياني إلى أن "الوتيرة اليومية لتدمير المنازل في رفح، والتي بلغت ٦٠ منزلاً يومياً، تعبّر عن نية واضحة لإعادة تعريف الجغرافيا كسلاح ديموغرافي يُستخدم فيه العمران كساحة إبادة، والبيوت كأهداف مباشرة للخراب"، مشدداً على أن هذا التصعيد يعكس تحول الأرض إلى أداة هندسية تُنفّذ عبرها استراتيجية اقتلاع شاملة تستهدف تدمير أي إمكانية لعودة الحياة أو ترميم الهوية المكانية الفلسطينية.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالقول ان حكومة الاحتلال تتبع سياسة تدمير شاملة تهدف منها إلى تفكيك الأسس المادية والاجتماعية التي تقوم عليها الحياة المدنية في غزة، وتحويل القطاع إلى فضاء غير صالح للعيش، وبالتالي غير قابل لإعادة بناء أي شكل من أشكال الوجود الوطني الفلسطيني، في ما يشكّل تطبيقا صريحا لمفهوم التطهير العرقي المُعتمد رسمياً كأحد ركائز المشروع الابادي الإسرائيلي في هذه المرحلة.