أعلن التقرير الأسبوعي الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، اليوم السبت، أن الحكومة الإسرائيلية صادقت عبر "الكابينت" السياسي الأمني على خطة لاستئناف تسوية وتسجيل الأراضي في الضفة الغربية، في خطوة تهدف إلى تكريس السيطرة الإسرائيلية على المنطقة المصنفة (ج) ووقف أي نشاط فلسطيني فيها.
الخطة التي قدمها وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس ووزير المالية والاستيطان بتسلئيل سموتريتش، تسعى إلى ما وصفوه بـ"وقف محاولات السلطة الفلسطينية غير القانونية للاستيلاء على أراضٍ في المنطقة (ج)"، وتكليف المؤسسة الأمنية بمنع دخول المهنيين إلى هذه المناطق وعرقلة أي دعم أجنبي مخصص لها. كما كُلف طاقم وزاري مشترك بإعداد الترتيبات القانونية والميدانية خلال 60 يوماً.
ويؤكد التقرير أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا ضمن خطة أوسع لشرعنة الاستيطان وتوسيع رقعته، حيث أعلن سموتريتش أن الخطة الجديدة تهدف لتوفير غطاء قانوني لتوسيع المستوطنات وتنظيم البؤر الاستيطانية غير القانونية، واستيعاب مليون مستوطن إضافي في الضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن قرار الكابينت الإسرائيلي يُعدّ تحديًا سافرًا لقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرار مجلس الأمن 2334 وفتوى محكمة العدل الدولية الصادرة في تموز 2024، والتي اعتبرت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني وطالبت بوقف الاستيطان.
في السياق ذاته، بدأت وزارة التراث في حكومة الاحتلال تنفيذ مشروع "متنزه السامرة الوطني" في موقع سبسطية الأثري شمال نابلس، ضمن خطة لتهويد المواقع التاريخية الفلسطينية، بميزانية تُقدّر بـ32 مليون شيكل.
انتهاكات متصاعدة في مختلف المحافظات
وخلال الأسبوع المنصرم، رصد التقرير سلسلة من الانتهاكات في القدس والخليل وبيت لحم ونابلس ورام الله والأغوار، شملت عمليات هدم لمنازل ومنشآت، اعتداءات من مستوطنين، وحرائق متعمدة للأراضي الزراعية.
في القدس، نفذت بلدية الاحتلال عمليات هدم واسعة طالت منازل في سلوان وجبل المكبر، وأجبرت عائلات مقدسية على هدم منازلها ذاتيًا. وفي الخليل، اعتدى مستوطنون مسلحون على سكان قرية سوسيا وخلة الضبع، وأصيب أحد المواطنين بجروح خطيرة، وسط محاولات لمنع نقله إلى المستشفى.
كما شهدت بيت لحم عمليات هدم واستيلاء على أراضٍ ومنشآت مائية، فيما أضرم مستوطنون النار في أراضي زراعية برام الله، وهدمت قوات الاحتلال منازل في شقبا وأم صفا. أما في نابلس، فتم هدم منازل واقتلاع أشجار زيتون في عدة قرى، في حين تواصلت الاعتداءات في الأغوار، شملت اقتحام خيام واعتقال مواطنين وسرقة صهاريج مياه.
دعوات للتحرك الدولي
وأكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض أن هذه التطورات تمثل "أوسع عملية نهب منظم للأراضي الفلسطينية منذ عقود"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووقف السياسات الإسرائيلية الهادفة لتقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.