رام الله - قال مكتب إعلام الأسرى، اليوم الأربعاء إن الأسير محمد جمال النتشة، يحتجز في ظروف صحية حرجة وسط تعتيم كامل من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في واحدة من صور الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الفلسطينيين.
وكشف محامي الأسير النتشة عن تفاصيل صادمة تتعلق بحالته الصحية خلال زيارته الأخيرة إلى مستشفى الرملة، فقد تم إدخاله إلى غرفة الزيارة فور وصوله إلى المستشفى، إلا أن ضابط أمن حضر بعد وقت قصير وأبلغه بعدم إمكانية إجراء الزيارة.
وأوضح المحامي، أن الأسير النتشة لا يستطيع مغادرة سريره بسبب حالته الصحية، وأنه مربوط بالأجهزة الطبية بشكل كامل.
وأضاف المكتب، في تقرير اليوم الأربعاء، أنه "حين طلب المحامي الصعود لرؤيته داخل غرفته رفض الضابط الطلب"، مشيرًا إلى أن الأسير غير قادر على الحديث أو الاستجابة، ويتلقى العلاج والتغذية عبر الأنابيب ما يعكس وضعاً صحياً بالغ الخطورة.
وأوضح المكتب، أن إدارة السجن لم تكتف بمنع الزيارة، وإنما رفضت أيضاً طلب المحامي بالحصول على الملف الطبي للأسير، واقترحت بديلاً وهو تقديم طلب لرؤيته عبر تقنية الفيديو، ما يثير تساؤلات جدية حول طبيعة حالته الصحية وما يُخشى أنه إخفاء متعمد لحقيقة وضعه.
وطالب المكتب، المؤسسات الحقوقية والدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل الفوري والعاجل للكشف عن وضعه الصحي، والسماح لمحاميه بزيارته، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة وانقاذ حياته.
يشار إلى أن الأسير النتشة هو قائد وطني بارز ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب عام 2006، وأحد رموز الحركة الأسيرة، دفع سنوات من عمره في مقارعة الاحتلال داخل الزنازين.
وتعرض النتشة للاعتقال مراراً على يد قوات الاحتلال منذ ثمانينيات القرن الماضي، وقضى سنوات طويلة بين السجون، والعزل، والاعتقال الإداري، وواجه خلالها الإهمال الطبي المتكرر، ما أدى إلى إصابته بعدة أمراض مزمنة.