تمكن علماء الآثار خلال الموسم الأول من الدراسات الأثرية في منطقة ماهان بكرمان من تحديد مواقع تعود للعصر الحجري القديم، والعصور النحاسية والبرونزية، مع التركيز على تقنيات صهر المعادن وصبها، بالإضافة إلى أدلة على استقرار المجتمعات البدوية ومواقع تاريخية محفورة.
وتم إجراء هذه الدراسة بموجب ترخيص من مركز التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية، بهدف استكشاف الآثار والمواقع والمناطق التاريخية، وكذلك تحديد المراكز السكانية في منطقة ماهان.
وفي هذا السياق، قال أمين ماهاني، رئيس فريق البحث ومدير موقع التراث العالمي": "في هذا الموسم من المشروع، الذي يركز على منطقة ماهان، تم دراسة الأدلة على وجود الإنسان في سهل كرمان المركزي، حيث تظهر الأدلة تسلسلًا زمنيًا لوجود الإنسان من العصر الحجري القديم حتى العصر الحديث."
وأضاف: "بالإضافة إلى تحديد المواقع الأثرية، تم دراسة كيفية انتشارها وتأثير الموارد المائية الجوفية مثل القنوات على الاستقرار البشري، مع التركيز أيضًا على تطور القنوات والهياكل المائية في هذه المنطقة."
وأشار هذا العالم الأثري إلى أن "سهل ماهان يقع بين ارتفاعين يتجاوز ارتفاعهما 4000 متر، وهما بُلّوار وجوپار، ويبعد 35 كيلومترًا عن مركز المحافظة ومدينة كرمان. تُعتبر منطقة ماهان تقاطعًا ثقافيًا بين ثقافات "لوت شهداد"، وسهل "بردسير"، ومنطقة "تل أبلي"، وشمال كرمان، بالإضافة إلى ثقافات "بم" و"جيرفت"، حيث تحمل أدلة على ذروة وزوال الحضارات في جنوب شرق إيران عبر العصور المختلفة."
كما أضاف ماهاني أن "هذه المنطقة تتميز بنسيجين سكانيين تاريخيين، أحدهما بدوي والآخر مستقر، مما جعلها مكانًا مناسبًا لوجود الإنسان وتطور الثقافات بفضل الموارد المائية والطقس الملائم، وقد تأثرت عبر التاريخ بالثقافات الأخرى. ومن بين أهم المعالم من العصر الإسلامي يمكن الإشارة إلى مجموعة حدائق مزار شاه نعمت الله ولي، وحديقة شاهزاده، وقناة جوهر ریز."
وأكد ماهاني أن من أهم نتائج هذه الدراسة الأثرية هي تحديد مواقع العصر الحجري القديم، ومواقع عصور النحاس والبرونز مع التركيز على تقنيات صهر المعادن وصبها، ودراسة الهياكل المائية، وتحديد الاستقرار البدوية والمواقع التاريخية المحفورة.