غزة – اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، السلطات الإسرائيلية باستخدام ما وصفها بـ"آلية المساعدات المزعومة" كغطاء شكلي لإدامة سياسة التجويع في قطاع غزة، بدلًا من التخفيف من الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وقال "الأورومتوسطي" في بيانٍ له إن "تقييد كل عائلة بطرد مساعدات واحد أسبوعيًا، وفق ما تنص عليه الآلية المقترحة، لا يلبّي الحد الأدنى من متطلبات مواجهة المجاعة أو استعادة الأمن الغذائي"، مشيرًا إلى أن الخطة المطروحة ليست إنسانية كما تدّعي إسرائيل، بل تسعى إلى "هندسة تجويع السكان" بشكل مُمأسس.
ووصف الأورومتوسطي الآلية بأنها "مناورة جديدة تهدف إلى إطالة أمد الحصار الشامل وغير القانوني المفروض على القطاع"، من خلال "إعادة تقديم جريمة التجويع في صيغةٍ مضللة تُضفي طابعًا إنسانيًا زائفًا عليها، وتُشرعن استخدامها المتواصل كسلاح ضد المدنيين".
وأوضح أن الخطة تقوم على "ترسيخ هيمنة شاملة على الدورة الكاملة للمساعدات، بدءًا من تحديد طبيعتها وكمياتها وآلية إدخالها، وصولًا إلى مواقع تخزينها، وآليات توزيعها، والفئات التي يُسمح لها بالوصول إليها"، بما يُعزز السيطرة الإسرائيلية الكاملة على ملف الإغاثة في القطاع،.
وفي خضم الإغلاق المستمر لمعابر قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، يجتاح شبح المجاعة قطاع غزة بقسوة، حيث يواجه 91% من سكانه أزمة غذائية خانقة، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة.
ويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة خانقة ونفاداً للمواد الغذائية والمياه، حيث أعلنت مخابز قطاع غزة توقفها عن العمل، في حين المجاعة تهدد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة".
وأمس السبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن سوء التغذية الحاد إلى 57 حالة منذ بدء الحرب، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا هم من الأطفال، إضافة إلى مرضى وكبار في السن، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
وأوضح المكتب أن "إسرائيل" تواصل تدمير مصادر الغذاء في قطاع غزة بشكل ممنهج، عبر استهداف المخابز، ومراكز الإغاثة، والتكايا، ومزارع وآبار المياه، ومخازن الأغذية، وذلك في إطار سياسة تجويع واضحة تنتهجها بحق المدنيين.