أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الصحة، تلالينغ موفوكينغ، عن صدمتها من استمرار الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية في قطاع غزة، منددة بالقصف الأخير الذي طال المستشفى الأهلي المعمداني بداية أبريل/نيسان الجاري، آخر مستشفى عاملة شمال القطاع.
وقالت "موفوكينغ"، في بيان صدر الخميس، إن "أشهرًا من العنف المتواصل جعلت تقديم الرعاية الصحية شبه مستحيل في نظام صحي يعاني أصلًا من الانهيار"، مؤكدة أن استهداف المستشفيات والكوادر الطبية والمدنيين لا يزال مستمرًا، ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
وشددت أن القصف الذي تعرض له المستشفى بتاريخ 13 نيسان/ أبريل، وأسفر عن تدمير قسم الطوارئ واستشهاد طفل نتيجة غياب الرعاية العاجلة، يمثل حلقة جديدة في "الحرب المفتوحة على الصحة العامة".
وأضافت الخبيرة الأممية أن "الخدمات الطبية في غزة، خاصة الطارئة منها، وصلت إلى نقطة الانعدام"، متهمة إسرائيل بالاستمرار في ممارساتها "دون أي مساءلة أو ردع".
وحذّرت موفوكينغ من أن العاملين في المجال الصحي أصبحوا أهدافًا يومية، يتعرضون للموت والتهديد أثناء تأديتهم لمهامهم الإنسانية، مشددة أن القانون الدولي يوجب حماية المستشفيات والعاملين فيها، لا تحويلهم إلى ضحايا للحرب.
وفي 13 أبريل/نيسان الجاري، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بصاورخين مبنى الاستقبال في المستشفى المعمداني، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، واندلاع حرائق كبيرة التهمت أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية، متسببة بأضرار جسيمة عطّلت عمل المستشفى بالكامل.
وسبق الاستهداف تهديد مباشر من جيش الاحتلال، أرغم المرضى والجرحى على مغادرة المستشفى تحت وطأة الخوف، واضطر كثيرون منهم لافتراش الشوارع المحيطة وسط برد قارس، بعد أن فقدوا الملاذ الأخير الذي يؤويهم.
ويُقدّم المستشفى خدماته الصحية لأكثر من مليون فلسطيني في محافظتي غزة وشمال غزة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية بفعل الإبادة الجماعية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعمد استهداف المستشفيات والمراكز الصحية.
ويقع المستشفى المعمداني في غزة على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة حيث تأسس عام 1882.
ويستقبل المستشفى يوميا عشرات الإصابات جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرض لها القطاع منذ استئناف الاحتلال حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي.