اليوم الجمعة 25 إبريل 2025م
شهيدان وإصابات في قصف الاحتلال خيمة شمال قطاع غزةالكوفية 18 شهيدا في مجزرة إسرائيلية بقصف منزل شمال غزةالكوفية مستوطنون يهاجمون ممتلكات فلسطينية في سلفيت ويغلون طريقا بالأغوارالكوفية الاحتلال يقتحم كفل حارس شمال غرب سلفيتالكوفية رئيس الموساد في قطر لبحث صفقة الأسرىالكوفية الاحتلال يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرمالكوفية 4 شهداء في قصف للاحتلال على مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم نحالين غرب بيت لحمالكوفية الخارجية الأردنية: وقف المساعدات على قطاع غزة أدى إلى كارثة إنسانيةالكوفية «الشرقية» تجهّز «يد الأخضر» لكأس العرب في الكويتالكوفية إيدي هاو يعود لتدريبات نيوكاسل بعد تعافيه من التهاب رئويالكوفية قاض أمريكي يمدد قرار حظر ترحيل الناشط الفلسطيني محسن المهداويالكوفية مراسلنا: انتشال جثامين 5 شهداء بعد غارة إسرائيلية على شارع النخيل بحي التفاح شرقي مدنية غزةالكوفية مراسلنا: غارة من طائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية 14 شهيداً في قصف مركز شرطة جباليا البلد ومنزلاً بحي الزيتون بمدينة غزةالكوفية الاحتلال يقتحم قرية النبي صالح شمال غرب رام اللهالكوفية مصرع مواطنة بحادث سير في الخليلالكوفية الاحتلال يستولي على شاحنة في الأغوار الشماليةالكوفية المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثانيالكوفية 50 شهيدا و152 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة في قطاع غزةالكوفية

فوضى الساحة الحزبية

09:09 - 28 ديسمبر - 2020
عمر حلمي الغول
الكوفية:

ليست المرة الأولى، التي تشهد الساحة الحزبية الإسرائيلية فوضى الانشقاقات، ولن تكون الأخيرة، وبالتالي ما حدث ليس استثناءً، بيد أنه حدث ذات أهمية خاصة، وله ما بعده من تداعيات على المشهد الإسرائيلي الداخلي. لاسيما وأن الخروج عن عصا الطاعة النتنياهوية يتم مع حل الكنيست لنفسها والذهاب لانتخابات رابعة في الـ23 من آذار/ مارس 2021 في أقل من سنتين، وفتح الباب أمام عمليات تمرد جديدة على رئيس الوزراء الفاسد.

نعم لم يكن انشقاق ساعر في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الحالي حدثا عاديا في الليكود، لأنه سحب معه النائبة يفعات شاشا– بيطون بعد أيام، وقبلها لحق به من "كاحول لافان" وكل من تسيفكا هاوزر ويوعاز هندل من كتلة "ديريخ ايرتس"، ثم جاءت الضربة الموجعة الثانية مع انشقاق زئيف إلكين، أحد حلفاء نتنياهو المقربين في 23 من كانون الأول الحالي، وأصدر بيانا كان بمثابة لائحة اتهام جديدة ضد رجل الليكود القوي، الذي بدأت فعلا الأرض تهتز من تحت أقدامه. ولا اعتقد أن عملية التسرب من الليكود ستتوقف عند وزير التعليم؛ لأن الباب الليكودي انفتح على مصراعيه أمام الساخطين والناقمين على الملك الساحر، الذي فقد بريقه، وعلى ما يبدو أن أوراق الفهلوة والسحر تلاشت لديه، وبات الحاوي عاجزا. والأهم أن ساعر لم يتوقف عند لحظة الانشقاق عن الخصم اللدود، ولم ينتظر طويلا لتسديد ضربة أكثر إيلاما ووجعا، عندما شكل حزبه الجديد "أمل إسرائيل"، الذي حصد في استطلاعات الرأي عددا اقترب إلى حد كبير من مقاعد الليكود 22 مقابل 26  مقعدا، وتجاوز حصة حزب "يمينا" بزعامة نفتالي بينت، الذي هبط إلى 15 مقعدا.

ومازالت الساحة الحزبية تموج بالجديد، فهذا عوفر شيلح من حزب "يش عتيد" يعلن يوم الخميس الماضي الموافق انشقاقه عن يئير لبيد، وينوي تشكيل حزب مع روعي كوهين، رئيس منظمات اصحاب المهن الحرة. أضف لذلك ينوي عمير بيرتس توريث قيادة حزب العمل لمن يفوز في الانتخابات الداخلية، بعدما أقر بفشله في إحياء الحزب فاقد الأهلية والبقاء. كما أن كلا من بيني غانتس وغابي اشكنازي زعماء حزب "مناعة إسرائيل" يفكران جديا بالانسحاب من المشهد الحزبي والسياسي، لأنهما لم يثبتا جدارتيهما في تجربتيهما المتواضعة الآيلة للاندثار.

من المؤكد مازال مبكرا الجزم بأن اللوحة الحزبية في الشارع الإسرائيلي ستنتهي عند ما ذكر، فالأيام القادمة تحمل في طياتها مفاجآت أخرى. لكن الاستنتاجات شبه المؤكدة، من خلال قراءة التحولات الجارية، تشير إلى الآتي: اولا بات سقوط نتنياهو، وزواله عن المشهد السياسي والحزبي في عداد الفرضيات الممكنة؛ ثانيا انهيار الليكود بات إمكانية واردة، لا سيما وأنه لا توجد زعامات كاريزماتية بعد خروج ساعر والكين، ونتيجة اشتداد المنافسة فيما بين شخصيات المركز على التنافس لوراثة لقيط شارع بلفور؛ ثالثا التنافس القائم بين الكتل والأحزاب ينحصر بين اليمين التقليدي واليمين الأكثر تطرفا؛ رابعا الحكومة القادمة بعد الانتخابات في اذار/مارس 2021 ستكون من اليمين الأكثر تطرفا، وهو ما يشي بأن إسرائيل تغرق أكثر فأكثر في دوامة العنصرية، وتأبيد الاستعمار، وتغييب الحل السياسي، إلا إذا تغيرت المعادلة الدولية في العلاقة مع دولة الاستعمار الإسرائيلية؛ خامسا تلاشي دور ما يسمى بـ"يسار الوسط"، وتراجعه بشكل ملحوظ؛ سادسا ارتفاع نسبة ولوج القائمة المشتركة في دوامة الانشقاق بعد افتراق مواقف الحركة الإسلامية الجنوبية عن باقي مكونات القائمة. وهذا الموضوع يحتاج لمعالجة مختلفة ومستقلة.

رغم أن الفوضى الحزبية الإسرائيلية الراهنة ليست الأولى، بيد أنها تحمل في طياتها أبعادا تتجاوز الدائرة الحزبية، إلى ما هو أعمق، ويرتقي لتفاقم حدة أزمة المشروع الصهيوني، وقاعدته المادية الكولونيالية، وهي انعكاس لواقع الصهيونية كحركة رجعية، حاملة في طياتها عوامل موتها وفنائها، لأنها أولا، لا تمثل اتباع الديانة اليهودية، وثانيا لأنها اغتصبت وفرضت نفسها على قطاع واسع من أتباع اليهودية، وأدخلتهم في دوامة الصراعات العرقية والدينية والجنسية واللون. ثالثا، لا تختلف عن كل أدوات الغرب الرأسمالي في الإقليم إلا بدورها الوظيفي، رابعا كل إفرازاتها الحزبية، الغارقة في وحولها أشبه إلى حد بعيد بما أفرزته جماعة الإخوان المسلمين من "داعش" و"النصرة" وغيرها، وحدود التباين محصور في الأبعاد الشخصية والنفعية والانتهازية.

"الحياة الجديدة"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق