اليوم الاثنين 28 إبريل 2025م
الأمم المتحدة: إسرائيل ملزمة بتأمين احتياجات الأراضي المحتلةالكوفية الهلال الأحمر يعزز قدرات مستشفى الأمل بالأوكسجينالكوفية "الدفاع المدني" بغزة يعلن نفاد الوقود وتقف مركباته عن العملالكوفية وزير الخارجية السعودي يصل عُمان في زيارة رسميةالكوفية تعزيزات ضخمة للجيش السوري نحو مناطق سيطرة «قسد» في ريف حلبالكوفية بوتين يعلن هدنة لمدة ثلاثة أيام مع أوكرانياالكوفية إيران تستبعد عقد لقاء على مستوى أعلى من مفاوضات عراقجي - ويتكوفالكوفية 12 شهيدا في قصف لطائرات الاحتلال ومدفعيته استهدف مواقع متفرقة في غزةالكوفية 5 شهداء وجرحى باستهداف الاحتلال مواطنين قرب مفترق الغفري في غزةالكوفية نادي الأسير: الاحتلال يتعمد نقل الأسرى المرضى لنشر الأمراض بينهمالكوفية الاحتلال يُخطر بهدم مغسلة سيارات غرب بيت لحمالكوفية الاحتلال يشرع بإقامة جدار حول بلدة سنجلالكوفية ماليزيا والمالديف تؤكدان أهمية الحل السلمي للقضية الفلسطينية وفق القانونالكوفية أحدث إحصائية لعدد شهداء غزةالكوفية إسرائيل تبحث إطلاق خطة تجريبية لتوزيع المساعدات في جنوب غزةالكوفية هرتسوغ يقترح صفقة تخرج نتنياهو من السياسة لتفادي سجنهالكوفية "إسرائيل": المحكمة العليا تطلب من الحكومة توضيح عدم تجنيد الحريديمالكوفية نتنياهو: تسوية ملف إيران لن يكون إلا على الطريقة الليبيةالكوفية نتنياهو يكشف تفاصيل جديدة عن عملية تفجير أجهزة "البيجر" بعناصر "حزب الله"الكوفية القناة 14 العبرية تكشف عن محاولة عملية أسر أربع مجندات الأسبوع الماضيالكوفية

مفكرة القرية: الناي والغنمات

11:11 - 11 ديسمبر - 2020
سمير عطا الله
الكوفية:

إنه المساء، خطوطه تتسارع وغروبه عاجل. وهو موعد العودة من الأمكنة إلى البيوت. «يأوون»، يقال في القرى، تقديراً لما في الإيواء من دفء وهناء وراحة. أقدم علامات العودة هو الراعي الكبير، الذي يتكرر مع الأجيال. ومع حركة الغدو السريع والعودة الهادئة. هو وفرسه المتعبة واصفرار بياضها الملوح بالشمس والأمطار.

يناديها «وفا»، تقديراً لأتعابها. وفي الصباح تكون وفا، مثله، ممتلئة حيوية وتوثباً. وتأبى بعنقها الطويل بحركات تعبر عن رغبتها في الانطلاق. ويهامسها مهدئاً. ويستكمل عدة الرحلة اليومية إلى الحقول. خبز وجبن وناي ورثه عن والده ولا يزال يعزف عليه أناشيد الغنم وحنائن المساء.

في المساء، إذ يعودون، يكونون جميعاً متعبين. وفا وهو والناي والغنمات، الصغرى والوسطى والبكر، مثل عاشقات ابن أبي ربيعة. واليوم الجميع يسرعون الخطى. أبلغهم البرد أن اليوم أول أيام الشتاء، الذي تأخر على جميع مواعيده هذا العام. بدأت المسألة رذاذاً خفيفاً لكن في صوت حاد وغاضب. إذن، ها هو أخيراً أتى. وها كل شيء يتلبد، وكل غيمة سوداء تهمي والأديم صار حلبة سباق وتصادم بين ناقلات المطر.

وتكاد السماء تبدو قريبة وهي تثقل بأحمالها. وفجأة بعد غياب طويل، يعوي ابن آوى من مكان قريب، خائفاً من كثرة الظلام وقلة المؤونة وطول الشتاء على الفقراء أمثاله. وقد بلغته بالتتابع أنباء عن جوع ضرب المدينة ويتصل إلى القرى ولا يتورع.

إنه المساء. الجميع يهرعون. والبيوت تضاء واحداً بعد الآخر. والذين يتأخرون هم الأقل حيلة ووفرة. كل شيء في القرى مؤونة لها حسابها. كل فصل يعد لفصل آخر، الزيوت والحطب والزبيب والجوز. والكلمة الفصل للفصول. واليوم بدأ فصل الداخل. نهاره قصير وليله مثل سياسة لبنان. والناس تتحصن خلف موقد صغير وحكايات قديمة وتسلي الليالي بالليالي وتبدد الملل بالأمل.

أكثر ما يؤسفنا في نهايات الفصول الحرة وبدايات الضيق منها، هو الطيور. مسكينة هي الطيور. أصبح ظهورها قليلاً وحركتها بطيئة، وثمة خوف جلي في رفرفة أجنحتها. أي ورق سوف يكفيها غطاء بعد اليوم، وأين ستعثر في هذا الجدب الأصفر على حبة رمان، أو حبة عنب، الأمطار قد غسلت كل بقايا القمح عن البيادر.

«مهور» يقول القريون عن الشتاء. من وهر. أو مهوار. أو خوف. أو أن «الدنيا موهرة»، أي أن عزلتها تبعث الخوف.

لكنها فترة قصيرة وتصطلح الأشياء، وتتسق العناصر، وتشرق الشمس بلا حساب، وكلما ذهب سليم للتبضع، اشترى لنفسه، ولوفا، كميات متساوية من الفاصولياء يطعمها بيده. يعاتبها. يعتذر لها طويلاً عن خطأ حدث خلال النهار. ثم يعزف لنفسه شيئاً من زهور الشباب، ويغفو.

"الشرق الأوسط"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق