- مراسلنا: أكثر من 15 شهيدا جراء إطلاق الاحتلال النار على نازحين خلال انتظارهم للمساعدات غرب رفح
- مراسلنا: شهداء ومصابون بقصف استهدف نازحين خلال انتظارهم للمساعدات غرب رفح
هذا هو سؤال الجميع: هل سيلقى مقترح ويتكوف القبول والموافقة، وبالتالي تتوقّف الحرب؟ أم أنه سيفشل، فنبقى في نفس الدائرة، بانتظار مقترح آخر، بينما تبقى حرب الإبادة مستمرّة، وعمليات القصف والقتل كذلك؟
المحاولات الأمريكية حتى الآن لم ترقَ إلى المستوى المطلوب، فكما يعلم الجميع، أمريكا قادرة على وقف الإبادة إذا أرادت حقًّا، لكنها حتى اليوم لم تمارس الضغوط الكافية للتوصُّل إلى اتفاق. وما نراه من محاولات ويتكوف ليس إلا ذَرًّا للرماد في العيون، وما نشهده من تلكؤ وعدم ممارسة الضغوط الجادة والفاعلة، ما هو إلا تأكيد على الانحياز الأمريكي، وأمام ذلك، يُطرَح السؤال: لماذا لا تفرض إدارة ترامب حتى الآن وقفًا للإبادة بالقوة؟ وبمقدورها فعل ذلك، لكنها لا تفعل.
إن تماهي الموقف الأمريكي مع مواقف حكومة نتنياهو، وسعيهما المشترك لتنفيذ التهجير الطوعي الذي تحدّث عنه ترامب، وأمله في السيطرة على قطاع غزة، هو ما يغلف مقترحات ويتكوف، خاصة في مسألة عدم ممارسة ضغط حقيقي جاد وسريع لوقف الإبادة.
لو أرادت إدارة ترامب وقف الحرب، لفعلت، لكنها غير جادّة حتى اللحظة. فهي تدير "لعبة المقترحات" لتمنح الاحتلال الوقت الكافي لمواصلة مجازره التي يرتكبها في غزة منذ أكثر من ٦٠٠ يوم.
إن لعبة المقترحات على بطون الجوعى الذين يموتون جوعًا هي شكل آخر للحرب، وقناع بذيء في ظل استمرار القتل، وانتشار الأوبئة، وسط واقع الحال الصعب بين الركام والدمار وعمليات القصف.
هذا اللعب بالمقترحات لا يُعبِّر عن الدهاء حين يصدر من دولة عظمى كالولايات المتحدة، بل عن انحطاط أخلاقي غير مسبوق. لأننا نعلم، لو أرادت أمريكا وقف المقتلة، لفعلت. لكنها تتلكأ، وتماطل، وتمنح حكومة الاحتلال المزيد من الوقت لارتكاب المجازر.
ووسط هذا الواقع الصعب، فإن التعويل على مقترحات أمريكية منصفة وغير منحازة لصالح الاحتلال يبدو غير منطقي، في ظل الانحياز الأعمى والدعم الكامل الذي تقدّمه إدارة ترامب لحكومة الاحتلال.
لذلك، نجد مقترحات ويتكوف غير جادّة، وتحمل في طياتها أفكار الكيان الرافض لإنهاء الإبادة، والانسحاب من القطاع، وفتح المعابر، ورفع الحصار، وفي المحصلة فإن الموقف الأمريكي المنحاز هو امتداد لحالة التواطؤ لحرب الإبادة، وإن التعويل على موقف أمريكي يحمل أفكارًا منصفة أمر بعيد المنال، لهذا فإن الضرورة فقط تحتم هذه الأيام وقف القصف، ووقف القتل، وإدخال المساعدات لمنع كارثة الموت الجماعي جوعًا.
...............
إن تماهي الموقف الأمريكي مع مواقف حكومة نتنياهو، وسعيهما المشترك لتنفيذ التهجير الطوعي الذي تحدّث عنه ترامب، وأمله في السيطرة على قطاع غزة، هو ما يغلف مقترحات ويتكوف.