اليوم الاحد 04 مايو 2025م
عاجل
  • مصادر محلية: إصابة واحدة جراء قصف قرب مدرسة أبو نويرة في عبسان الجديدة شرق خانيونس
  • مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم بلدة مردة شمال سلفيت
تطورات اليوم الـ 48 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية رسالة للرئيس السيسي: مصر بوابة النجاة الوحيدةالكوفية جنين وطولكرم تحت النار مجددًا.. آلة الاحتلال لا تتوقفالكوفية مراسلنا ينقل الصورة كما هي.. غزة في سباق بين القصف والجوعالكوفية مصادر محلية: إصابة واحدة جراء قصف قرب مدرسة أبو نويرة في عبسان الجديدة شرق خانيونسالكوفية دموع وذكريات تحت الأنقاض.. ناجية من عائلة مصلح تروي لحظات الرعبالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم بلدة مردة شمال سلفيتالكوفية صحف دولية تدق ناقوس الخطر..أطفال غزة سيموتون جوعًاالكوفية الأسواق تئن.. والمواطنون يصرخون: "المجاعة على الأبواب"الكوفية اجتياح ناعم أم تمهيد لعدوان.. ماذا يحدث في وسط القطاع؟الكوفية الوقت ينفد.. آلاف الأطفال ينتظرون الموت بسبب الجوع في غزة وسط صمت رهيبالكوفية صرخة من داخل المستشفيات: 57 فلسطينياً ماتوا من الجوع وليس القصف!الكوفية الطائرات تحلق والرعب يعم.. قصف فوق رؤوس المدنيينالكوفية لا مكان آمن! غارات هستيرية تضرب منازل مأهولة في وسط قطاع غزةالكوفية قصف واقتحامات واعتقالات.. الضفة تشتعل من جديدالكوفية وسط وجنوب القطاع يحترقان.. الاحتلال يقصف العائلات في بيوتهاالكوفية اجتياح متكرر ومعاناة يومية.. ماذا يحدث في جنين وطولكرم؟الكوفية بيوت تنهار وذكريات تحت الركام... شاهدوا ما كشفته جولة "الكوفية" في مخيم الشاطئالكوفية ضربة موجعة لسان جيرمان بإصابة ديمبليالكوفية في ذكرى النكبة.. الاحتلال يدمغ القدس بصورة تهويديةالكوفية

الرحيل القاسي

16:16 - 04 مايو - 2025
حمادة فراعنة
الكوفية:

لم يتمكن نتنياهو من تحقيق أهدافه رداً على عملية 7 أكتوبر، فشل رغم احتلاله لكامل قطاع غزة، لم يتمكن من معرفة أماكن وجود الأسرى الإسرائيليين وإطلاق سراحهم بدون عملية تبادل، وأخفق في إنهاء المقاومة وتصفيتها، ولأنه يملك القدرة والتسليح والتفوق اختار طريق الموت للفلسطينيين.

لا توجد امرأة واحدة رفعت الراية البيضاء، وكل من ظهرن منهن يقلن عن حق وإيمان: لن نرحل، سنبقى فوق الأنقاض والخرائب والدمار، لن نرحل من هون، سنبقى، لن نرحل، فيأتيهن القصف والموت.

الموت هو الخيار القاسي، يجتاح الفلسطيني هناك، ويجتاح الأصدقاء هنا، الصديق النقابي المنهدس قاهر صفا، رحل في غير أوانه، لم تهزمه قوة الحياة، لا في اليمن، ولا في سوريا، ولا في الأردن، هزمه الموت، وخسرناه، بسبب عدم قدرته على مواصلة الاحتجاج.

كل الذين فقدوه، اختلفوا معه، مع عناده، مع صلابته، مع إيمانه بمواطنته الأردنية الراقية الوديعة، وفلسطينيته الراسخة، كان نقابياً منتخباً يختلف مع "الإخوان" ويواجههم، ويتحالف مع اليساريين والقوميين ويتصادم معهم، لم يكن مجرد رقم، بل كان نوعاً فريداً من الرجال. نقابي، وطني، مهني، قومي، يملك العناد، وليس لديه أي مظهر من الحقد، يملك العطاء ويرفض العفونة، تراث تقدمي، كما هو محافظ، خليط من معطيات الحياة.

لا أعتقد أن المرض هزمه أو تمكن منه، رغم مداهمته اللعينة له ولجسده، لأنني على يقين من معرفتي به، أنه رحل بسبب عدم قدرته الكافية على الاحتجاج، فالاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة: قتله، الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة المصحوب بالموت والقتل، توافق مع المرض، فرحل رافضاً ما يجري لأهل غزة، لشعبه الذي قضى تفاصيل حياته متوسلاً رغبته في الحرية، والعودة إلى فلسطين.

الاحتجاج والرفض عنوان قاهر صفا، مادته، لم يكن مساوماً حتى في أبسط متطلبات الحياة، وحقه فيها، ولهذا فقد حقوقه في الاستقرار والطمأنينة والمواطنة المتساوية كباقي البشر.

لم يتمكن من العودة، فقضى خارج فلسطين، مع عضويته في المجلس الوطني الفلسطيني، والعزاء له أن الأردن وأهله وترابه بقي دافئاً معه، وما يؤكد ذلك أن التراب الأردني النقي حضنه، وسيواصل الحفاظ عليه، حتى يعود جزءاً مما لديه، عبر أهله والأصدقاء، الذين سيحملون أثراً له، ويعودون به نحو النهر، ينشرون أنفاسه هناك بعد أن يقطعوا الجسر، قبل أن يصلوا أريحا وكفر مالك.

نحزن لفراق صديق، ويتمكلنا الحزن العميق لما يجري لشعب فلسطين في غزة، من دمار وقتل وتجويع وعطش، وحرمان من حق الحياة.

هكذا هُم أهل الكرك ومعان والطفيلة، والسلط ومأدبا وجرش حتى إربد والرمثا، وبني حسن وبني صخر، كل الذين يعشقون الأردن، يحبونه، يدينون له بالولاء والرفعة، يعيشون يومياتهم التضامنية، وتفاعلهم الإنساني النبيل مع شعبهم وامتدادهم في غزة، بل إلى سائر فلسطين، فالوجع واحد، والحلم واحد، وأمن واستقرار الأردن وتقدمه وديمقراطيتيه وتعدديته، هو عنوان الرافعة الأردنية لحرية فلسطين واستقلالها، ولهذا نفتقد قاهر صفا الذي آمنا معه بمصداقية مواطنتنا الأردنية، و"فلسطينيتنا حتى نخاع العظم"، كما قلتها في كل مكان، وأقولها وأكررها، ولن أتراجع عنها، الوفاء للأردن، كما هو الوفاء لفلسطين.

 رحل قاهر صفا، له المغفرة ولعائلته العزاء، ونحن سنرحل من بعده، لا خيار لنا سوى مواصلة الطريق الذي سار عليه من أجل مستقبل أفضل لشعبنا كله في الأردن وفلسطين.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق