قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: "نحن أمام أول إبادة جماعية في التاريخ تُدار بغالبيتها عبر الذكاء الاصطناعي، حيث تحوّلت غزة إلى حقل تجارب دمويّ لأنظمة قتل مؤتمتة، تُنتج الموت بصمت خوارزميّ، وتنفّذ أحكام الإعدام بناءً على بيانات لا وجوه لها، ولا أدلة فيها، سوى انتماء الضحية إلى شعب قررت آلة الاحتلال استئصاله من الوجود".
في هذا السياق، يرى دلياني أن ما يجري في غزة يتجاوز تعريف حرب الإبادة بمفهومها التقليدي، إذ تعتمد دولة الاحتلال على أنظمة خوارزمية مثل"لافندر"، لا لرصد تهديدات عسكرية كما تدّعي، بل لاجتياح الوعي الفلسطيني، واختراق تفاصيل الحياة اليومية، وتحويلها إلى خوارزميات قتل. "هذه الأنظمة لا تميّز بين مقاتل ومدني، بل تقتفي أثر المكالمات، والحركات، والروابط الاجتماعية، وتحوّل كل ذلك إلى قرارات إعدام آلية صادرة من غرف عمليات بلا ضمير، حيث يصبح اسم الإنسان رقماً، وسيرته خريطة للموت."
ويضيف القيادي الفتحاوي: "لقد نجحت دولة الاحتلال، عبر جيش الإبادة المؤتمت، في نقل القتل من ساحات المواجهة إلى خوارزميات تتحرك من خلف الشاشات، لا ترى الوجوه، ولا تسمع الصرخات، بل تلاحق كل ما هو فلسطيني كمجرد إنذار إحصائي يجب محوه. هذا نظام استعماري رقمي يُعيد تعريف الوجود الفلسطيني كخلل يجب تصحيحه بالإبادة."
ويُشدّد دلياني على أن ما نشهده اليوم هو قفزة نوعية في أدوات التطهير العرقي، حيث لم تعد آلة الاحتلال بحاجة إلى حجج أمنية لتبرير جرائمها، بل باتت تقنيات تجريبية تحدد، في غياب أي رقابة أو محاسبة، من يُسمح له بالنجاة ومن يُحكم عليه بالإعدام. "لقد تحولت بنية الاحتلال إلى منظومة رقمية، وأصبحت الحياة الفلسطينية تمر عبر مصفاة استعمارية تتغذى على التحيّز، وتنتج الموت بضغط زر."
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أن هذه الإبادة الجماعية لا تقتصر على إزهاق الأرواح، بل تمتد لتدمير القدرة الجمعية للشعب الفلسطيني على الفعل، والتفكير، والمقاومة، بل والعيش. ما يحدث في غزة ليس فقط جريمة ضد الإنسانية، بل هو تأسيس مرعب لمرحلة جديدة من الإبادة المُبرمجة.