السيناريو الأول: أن تقوم المقاومة بتكبيد جيش الاحتلال خسائر في أرواح جنوده لا يقدر الشارع الاسرائيلي على تحملها، تدفعه للخروج للميادين العامة للمطالبة بوقف الحرب حماية للجنود.
هذا السيناريو غير قابل للتحقق لعدة أسباب:
احتلال إسرائيل لاجزاء واسعة من القطاع، وأن العمليات العسكرية تركز على القصف الجوي، فلا يوجد احتكاك مباشر مع جيش الاحتلال في الميدان.
لاختلال موازين القوى من النواحي العسكرية، أسلحة فتاكة، مقابل سلاح خفيف ذو تأثير محدود في الميدان.
الجيش الاسرائيلي يعتمد سياسة الأرض المحروقة، لا يدخل المناطق إلا بعد تدميرها من الجو وتهيئة الأرض للاجتياح البري.
السيناريو الثاني: قيام الرئيس ترامب بإجبار حكومة الاحتلال على وقف حرب الإبادة ضد غزة وهذا أيضاً سيناريو غير قابل للتحقق في المدى المنظور وذلك:
تطابق الرؤية الأمريكية مع رؤية الاحتلال بضرورة القضاء على حماس، المصنفة "حركة إرهابية" والمدرجة على قوائم الإرهاب أمريكياً.
عدم وجود رأي عام امريكي ضاغط على حكومة ترامب لإجباره على وقف الإمدادات العسكرية لجيش الاحتلال، وعدم توفير الغطاء السياسي له في حربه على غزة.
غزة أصبحت تشكل مطمع للرئيس ترامب الذي لم يخفي رغبته في امتلاك غزة وتحويلها إلى "ريفيرا" جديدة تحت إدارته.
السناريو الثالث والأخير: حدوث مظاهرات عارمة في اسرائيل بدعوى وتحريض من "أهالي الأسرى والمعارضة" من أجل الإطاحة بحكومة نتنياهو، واجبارها على الذهاب لانتخابات عامة.
هذا السيناريو يحتاج لقوة دفع لاستفزاز الجمهور الاسرائيلي ودفعه للخروج إلى الشارع، لأن الحراك ما زال غير فاعل، وغير مؤثر.
قوة الدفع يمكن أن تكون ناتجة عن "مقتل عدد من الأسرى" نتيجة القصف العشوائي على القطاع، أو قيام المقاومة بأسر عدد جديد من قوات الجيش في الميدان، في كلتا الحالتين هذه الحوادث قد تشكل انتكاسة لحكومة نتنياهو، إن أحُسن استخدامها من قبل المعارضة والأهالي من جانب، وأن يتم استثمارها من قبل المقاومة، وتصديرها بطريقة من شأنها أن تشكل ضغط حقيقي.
السيناريو الأخير يتوقف على أي خطأ يقوم به الجيش، أو يتوقف على الصدفة.
في كل الأحوال: وفي ظل انسداد الأفق، وتوقف المفاوضات تحتاج حماس إلى القيام بحملة من الإجراءات الداخلية لتعزيز صمود المواطنين للتصدي لمخططات الاحتلال، فإن لم تستطع حماس من رد العدوان، عليها أن تحد من آثاره الكارثية على الغزيين.