- مراسلنا: انتشال جثامين 5 شهداء بعد غارة إسرائيلية على شارع النخيل بحي التفاح شرقي مدنية غزة
في لفتة مفعمة بالوفاء لنضالات الشعب الفلسطيني، قامت الهيئة الجزائرية للصحافة الإلكترونية، المنضوية تحت لواء الصحفيين والإعلاميين الجزائريين صباح اليوم ، بتكريم السيد خالد عز الدين، الأسير الفلسطيني السابق الذي انتزع حريته من بين براثن الاحتلال الصهيوني، والمكلف بالاعلام في طاقم السفارة الفلسطينية بالجزائر، وذلك في إطار إحياء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني.
خالد عز الدين ليس مجرد أسير سابق، بل هو مناضل قاوم القيد وكسر قيوده بيديه، حيث تمكن من الفرار من سجون الاحتلال الصهيوني، في واحدة من أبرز محطات التحدي والإصرار في مسيرته الوطنية. وبعد تحرره، واصل رسالته النضالية من مواقع مختلفة، كان أبرزها موقعه الحالي في الجزائر، حيث يؤدي دورًا دبلوماسيًا وإنسانيًا بوعي ومسؤولية، ناقلًا صوت فلسطين إلى العالم، ومدافعًا عن قضايا شعبه العادلة.
إلى جانب نضاله العملي، تميّز خالد عز الدين أيضًا ككاتب وموثق للذاكرة النضالية الفلسطينية، حيث أصدر كتابًا مؤثرًا بعنوان “دمك أمانة”، تناول فيه سيرة الشهيد زياد أبو عين، أحد رموز المقاومة، ومؤسس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. في هذا العمل، لم يكتب عز الدين مجرد وقائع، بل دوّن وجع الوطن، وخلّد بطولة رفيق دربه، في محاولة صادقة للحفاظ على شعلة المقاومة حيّة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.
يُعد يوم الأسير الفلسطيني، الذي يُحييه الفلسطينيون سنويًا منذ عام 1974، مناسبة وطنية تُجسد معاني الوفاء والثبات، وقد تم اعتماده من قبل المجلس الوطني الفلسطيني تكريمًا لتضحيات الأسرى ونضالاتهم اليومية في سجون الاحتلال. هذا اليوم لا يُمثل فقط تذكيرًا بمعاناة آلاف المعتقلين، بل يعكس وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، ويؤكد أن الحرية ستبقى هدفًا مقدسًا لكل فلسطيني.
وفي كلمته خلال حفل التكريم، عبّر خالد عز الدين عن امتنانه العميق للجزائر، قيادة وشعبًا، مشيدًا بمواقفها التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، وقال: “هذا التكريم ليس لي وحدي، بل هو تحية لكل من قاوم خلف القضبان، ولكل روح ما زالت تنبض بالإيمان بالحرية والكرامة”. وقد حضر الحفل جمع من الإعلاميين والمثقفين وممثلي السلك الدبلوماسي، في أجواءٍ غلب عليها التأثر والاعتزاز.
من جهتها، ثمّنت رئيسة الهيئة الجزائرية للصحافة الإلكترونية السيدة زهور بن عياد حضور السيد عز الدين، واصفة إياه بأنه “رمز من رموز الصمود الفلسطيني، وشاهد حيّ على قدرة الإنسان على قهر القيد بكرامته”. وأضافت أن تكريمه يأتي في إطار سعي الهيئة إلى تسليط الضوء على قضايا الأمة العادلة، وعلى رأسها قضية الأسرى، داعية إلى إبقاء صوتهم حاضرًا في الوجدان العربي والإنساني.
إن تكريم خالد عز الدين لا يُجسد مجرد احتفاء بفرد، بل هو تكريم لكل الأسيرات والأسرى الذين ما زالوا صامدين في زنازين الاحتلال. هو وقفة وفاء لكل أم تنتظر، ولكل عين سهرت، ولكل يد قاومت. هو تذكير بأن قضية الأسرى ليست هامشًا في مسيرة التحرير، بل هي قلب فلسطين النابض، وسرّ بقاء جذوة النضال متقدة حتى النصر.