- مراسلنا: انتشال جثامين 5 شهداء بعد غارة إسرائيلية على شارع النخيل بحي التفاح شرقي مدنية غزة
بعد أن وصلت المفاوضات بين حماس واسرائيل إلى طريق مسدود، يحاول كل من الوسطاء "مصر وقطر" جسر الهوة بين حماس واسرائيل، لجهة توقيع اتفاق شامل بين الطرفين، يشمل وقف الحرب، وإعادة الاعمار، وإدخال المساعدات الانسانية، مع إبرام صفقة تبادل للأسرى يتم بموجبها الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والجثث، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين وجثث فلسطينيين تحتجزهم اسرائيل.
رغبة الوسطاء في توقيع الاتفاق وعودة الأمور إلى ما قبل السابع من أكتوبر اصطدمت ببعض العقبات، أهمها إصرار اسرائيل على نزع سلاح حماس، وطرد قياداتها خارج القطاع، بالإضافة بإصرار اسرائيل على عدم وقف الحرب حتى تدمير قدرات حماس العسكرية والمدنية، لضمان عدم تكرار سيناريو السابع من أكتوبر، هذا ما يتعارض مع ما تريده حماس والتي صرحت أكثر من مرة على ضرورة أن يفضي أي اتفاق إلى وقف شامل للحرب في القطاع، والى إبرام صفقة مشرفة تكفل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، إضافة لإدخال المساعدات، وإعادة الإعمار.
في ظل المواقف المتعارضة بين الطرفين، يحاول كل طرف إخضاع الطرف الآخر، وكأننا في معركة عض أصابع.
من المفهوم بأنه في المعارك التفاوضية يحاول كل طرف استخدام ما لديه من أسلحة، من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من مطالبه، لتصديرها لجمهوره كانجازات.
السؤال الذي يتبادر للذهن ما هي أدوات اسرائيل وما هي أدوات حماس الضاغطة، والتي من شأنها تحقيق المزيد من المكاسب؟.
من جانبها اسرائيل تفاوض حماس تحت النار:
بنظرة سريعة يمكن القول أنه بعد انتهاء الهدنة، قامت اسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية ضد البني التحتية المدنية والعسكرية لحماس، وفعلت بشكل عنيف سياسة الاغتيالات لقيادات ميدانية "مدنية وعسكرية" من أجل شل قدرات حماس في الميدان.
إضافة لاعلانها عن عملية عسكرية في مدينة رفح وانشاء محور موراج، العملية أسفرت عن قيام اسرائيل بالسيطرة على رفح، ومحور موراج، وفصل قطاع غزة عن الحدود المصرية، بالإضافة لعملية برية في منطقة الشجاعية والمناطق الشرقية من خانيونس، والوسطى، وغزة، واجزاء واسعة من شمال غزة "بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا".
بشكل عام اسرائيل تقوم باستباحة القطاع من الجو والبر والبحر، وتنفذ هجوم عنيف عليه، بدعم أمريكي، وصمت دولي وعربي.
بالمقابل حماس لا تمتلك أوراق قوة تجبر اسرائيل على وقف عدوانها، رغم احتفاظها بعدد من الأسرى فهي تناور من أجل تحسين موقفها التفاوضي، في ظل انعدام الدعم العربي والدولي، مع تصنيفها ك "حركة إرهابية" وأن هناك رغبة من عدد من الدول على رأسها امريكا، وفرنسا وبريطانيا بإنهاء حكمها، وتدمير قدراتها، مع امكانيات عسكرية محدودة ليس بمقدورها صد العدوان، وحماية أهل غزة من بطش الطائرات والدبابات.
في معركة عض الأصابع ينبغي أن تأخذ حماس في حساباتها فارق القوة، واختلال الموازين لصالح اسرائيل، وبناءً عليه يجب حساب خطواتها بطريقة تحافظ فيها على مقدراتها البشرية واللوجستية، وأن تأخذ بعين الاعتبار أن أهالي غزة يعانون الأمرين في ظل القصف اليومي، وانعدام سبل الحياة الإنسانية "من مأكل ومشرب ومسكن وعلاج الخ".
وإن الوقت ليس في صالح حماس اذا ما أقدمت اسرائيل على تنفيذ تهديدها باحتلال القطاع، وتقسيمه لمحاور، مع عدم السماح بإدخال المواد الاغاثية، لخلق بيئة طاردة للسكان، تمهيداً لتنفيذ خطة "ترامب" التهجير.
في كل الأحوال لن تستطيع حماس ومن خلال ما تمتلكه من سلاح بسيط مواجهة ترسانة الاحتلال العسكرية "الطائرات والدبابات والبوارج الحربية" توفير الحماية اللازمة لأهل القطاع، ولن تستطيع دفع العدوان، وربما نصل لمرحلة تصبح قطعة السلاح عبئ على صاحبها فيما لو نفذ وزير حرب العدو تهديده باحتلال القطاع.
سيناريو احتلال القطاع من أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تشكل تحول في حرب الإبادة ضد شعبنا، وما يمكن أن يخلفه هذا الاحتلال من مجازر ومآسي وويلات، لذا على حماس الانتباه، وعليها أن تبحث عن حلول تنقذ نفسها وشعبنا قبل فوات الأوان.