اليوم الاحد 11 مايو 2025م
مقتل 21 شخصا بقصف "الدعم السريع" سجنا وسط السودانالكوفية اليونيسيف: الخطط الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة ستفاقم معاناة الأطفالالكوفية 3 شهداء وإصابات في قصف خيمة بمدرسة تؤوي نازحين غرب غزةالكوفية إصابة برصاص الاحتلال في النبي صالح برام اللهالكوفية قناة كان: سفير الولايات المتحدة في "إسرائيل" ينفي التقارير التي تفيد بأن ترامب سيعترف بدولة فلسطينيةالكوفية مراسلنا: طيران الاحتلال يشن غارة ثانية على حي آل قديح شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونسالكوفية الدفاع المدني يصرخ.. ننقذ الأرواح بأيدينا العارية وتحت نيران القصفالكوفية الصحف تتحدث.. غزة تتصدر المشهد والعناوين تصرخ بالدم والدمارالكوفية بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل أوروبيةالكوفية مراسلنا: قصف جوي ومدفعي إسرائيلي مكثف على بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونسالكوفية مستوطنون يهاجمون قرية المغير شمال شرق رام اللهالكوفية قوات الاحتلال تعتقل 7 شبان من بلدة بيتونيا غرب رام اللهالكوفية مصادر طبية: 20 شهيدا بنيران الاحتلال في قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية مواجهات مع الاحتلال شمال غرب رام اللهالكوفية مراسلنا: إطلاق نار من الطيران المروحي شمال قطاع غزةالكوفية مراسلنا: شهيدان وعدد من الجرحى بقصف طيران الاحتلال "مدرسة غزة الجديدة" التي تؤوي نازحين غرب مدينة غزةالكوفية مراسلنا: آليات الاحتلال تطلق النار في المناطق الشمالية لبلدة بيت لاهيا شمال غزةالكوفية أسير "إسرائيلي" لدى القسام: ماذا تنتظرون؟ مصيرنا في أيديكمالكوفية أسير "إسرائيلي" لدى القسام: الأسير رقم "22" توقف عن تناول الطعام والشراب وليس لدينا إلا القليل من الطعامالكوفية أسير "إسرائيلي" لدى القسام: كل دقيقة نقضيها هنا تعد حرجة لا يمكننا النوم وحياتنا في خطرالكوفية

الضفة الغربية المحتلة في عين العاصفة

18:18 - 10 مارس - 2025
د. أحمد رفيق عوض
الكوفية:

إسرائيل لا تخفي مخططاتها في الضفة الغربية المحتلة التي اعتمدت اسم "يهودا والسامرة" اسماً لها، وذلك في تحول سياسي وأمني ذي معنى لمكانة الضفة، فضلاً عن الإشارة التوراتية والثقافية، إسرائيل لا تخفي رغبتها في إعادة تعريف العلاقة مع الضفة الغربية من حيث الموارد والسكان والمستقبل في آن واحد، فما قامت وتقوم به حتى الآن دون إدانات أو اعتراضات يعني أن إسرائيل بصدد الإعداد الفعلي لعملية ضم محددة ومنتقاة ومتدرجة، وأنها بصدد إعادة التعريف الإداري والقانوني والديمغرافي والجغرافي للمخيمات "الساخنة"، وربما غير "الساخنة"، فإسرائيل قد تشن حرب مخيمات أخرى في الضفة الغربية باعتبار هذه المخيمات دليلاً ورمزاً واستمراراً لقضية اللاجئين ومصيرهم، وإسرائيل بصدد الحسم في مسألة الدولة الفلسطينية التي من الواضح أنها تجاوزتها، وتبحث الآن عن سيناريوهات أخرى تحظى بالدعم الإقليمي والدولي، وبسبب من ضيق الأفق الإسرائيلي أو غطرسة القوة، فإن إسرائيل الحالية لم تعد تفكر بغير الطرد أو التهجير وسيلة لدفن فكرة الدولة الفلسطينية. ويبدو أن إسرائيل تعتقد أن التهجير سيخلصها من الدولة  من جهة، ويوفر لها الأمن من جهة أخرى في ذات الوقت، وهو رهان خاسر وتفكير قاصر تماماً، فالتهجير وغياب الدولة وصفتان لانعدام الأمن والاستقرار في الإقليم كله، وليس في إسرائيل وحدها.

ونعود إلى لضفة الغربية المحتلة، فإن إسرائيل الحالية بتطرفها الشديد وعدوانيتها غير المسبوقة، تعتقد أنها من خلال تفريغ المخيمات، وطرد المواطنين وتعميق الاستيطان وتوسيعه، ومن خلال تجاوز السلطة الفلسطينية وإفقارها وإحراجها ومحاولة تذويبها، ومن خلال ابتزاز مواقف أمريكية وربما عربية، فإن إسرائيل تعمل فعلياً على حسم الصراع، كما رسمه سموتريتش قبل خمسة أعوام.

حسم  الصراع يقوم على إجهاض أو منع إقامة دولة فلسطينية، وعدم الانسحاب من أي جزء تم احتلاله سنة 1967 وعلى تطويع المواطنين، بحيث يتم اقتلاع فكرة الدولة، أو حتى الحلم بها. حسم الصراع يعني مستويين: (مادي) بإعادة الاحتلال و(معنوي) باقتلاع الأحلام والمطالبات القومية، لهذا تقوم إسرائيل الآن بتنفيذ ذلك بالتدريج من خلال وسائل قانونية، وعمليات إحلال وطرد، وعمليات مصادرة وهدم، وإعادة تشكيل شبكة الطرق، وملء الضفة بالحواجز والسواتر؛ لدفع المواطنين الفلسطينيين إلى التكيف مع الأوضاع الجديدة، أو مغادرة البلاد.

إن ما يجري في الضفة الغربية لا ينفصل عما يجري في قطاع غزة أيضاً، بمعنى أن إسرائيل تتعامل مع المساحتين الجغرافيتين وكأنهما لا يخصان وطناً واحداً أو مصيراً واحداً، وتحاول أن تجد حلولاً منفصلة لهما لا رابط بينها، وتعزز إسرائيل هذا النهج بعدم الإشارة إلى القدس المحتلة التي تعتقد أنها حسمتها سنة 2018 بالإعلان عن توحيد شطريها كعاصمة أبدية لإسرائيل. إسرائيل تقوم فعليا بالفصل بين الضفة والقطاع والقدس المحتلة، وتعتبر كل قطعة جغرافية ذات مصير مستقل وسيناريو مستقل، وقد تكون الخطة المصرية التي تم تبنيها عربياً وإسلامياً تنبهت إلى ذلك فأكدت على وحدة الجغرافيات الثلاث، القدس والضفة والقطاع، باعتبارها أيضا الدولة الفلسطينية الموعودة والعتيدة.

إذن، إسرائيل تسابق الزمن من أجل تنفيذ مشروعها المتمثل بإعادة الاحتلال أولاً، وضم الضفة الغربية أو أجزاء منها حسب الاتفاق مع إدارة ترامب الأنجليكانية البيضاء ثانياً، وتحييد قطاع غزة أمنياً وديموغرافياً إن كان ذلك بيد إسرائيل أو بيد آخرين ثالثًا.

إسرائيل في ما تفعله في الضفة الغربية بالذات، تؤسس لحل خطير لا يتضمن الاعتراف بالشعب الفلسطيني، أو بحقوقه أو بمستقبله، وهي ترى أن الوقت مناسب جداً لذلك في ظل دعم لانهائي أمريكي، وضعف عربي وانقسام فلسطيني. وهي ترى أن السابع من أكتوبر يعطيها الذريعة الأمنية لترسيخ مثل هذا الحل القائم على الاحتلال، والسؤال هو هل تستطيع الدبلوماسية العربية – بعد الخطة المشار إليها – والجهود الفلسطينية أن تشكل رادعاً لكل هذه الأطماع والنوايا؟

............

إن ما يجري في الضفة الغربية لا ينفصل عما يجري في قطاع غزة أيضاً، بمعنى أن إسرائيل تتعامل مع المساحتين الجغرافيتين وكأنهما لا يخصان وطناً واحداً أو مصيراً واحداً، وتحاول أن تجد حلولاً منفصلة لهما لا رابط بينها.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق