اليوم الخميس 24 إبريل 2025م
15 شهداء بقصف الاحتلال منزلا شمال غزةالكوفية الاحتلال يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرمالكوفية 4 شهداء في قصف للاحتلال على مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم نحالين غرب بيت لحمالكوفية الخارجية الأردنية: وقف المساعدات على قطاع غزة أدى إلى كارثة إنسانيةالكوفية «الشرقية» تجهّز «يد الأخضر» لكأس العرب في الكويتالكوفية إيدي هاو يعود لتدريبات نيوكاسل بعد تعافيه من التهاب رئويالكوفية قاض أمريكي يمدد قرار حظر ترحيل الناشط الفلسطيني محسن المهداويالكوفية مراسلنا: انتشال جثامين 5 شهداء بعد غارة إسرائيلية على شارع النخيل بحي التفاح شرقي مدنية غزةالكوفية مراسلنا: غارة من طائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية 14 شهيداً في قصف مركز شرطة جباليا البلد ومنزلاً بحي الزيتون بمدينة غزةالكوفية الاحتلال يقتحم قرية النبي صالح شمال غرب رام اللهالكوفية مصرع مواطنة بحادث سير في الخليلالكوفية الاحتلال يستولي على شاحنة في الأغوار الشماليةالكوفية المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثانيالكوفية 50 شهيدا و152 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة في قطاع غزةالكوفية الاحتلال يداهم مدينة بيت لحم وبلدة بيت فجارالكوفية مصادر طبية: خروج مستشفى الشهيد محمد الدرة للأطفال على الخدمةالكوفية بيت لحم: قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشةالكوفية 185 هزة ارتدادية تضرب إسطنبول بعد الزلزال الذي بلغت قوته 6.2 درجةالكوفية

حين يتآكل البعد العربي

16:16 - 28 مارس - 2022
طلال عوكل
الكوفية:

بينما يهتز المجتمع الدولي بأسره، ارتباطًا بتداعيات الحرب على أوكرانيا تهتز المنطقة العربية، ارتباطًا باحتمال توصل (خمسة زائد واحد) إلى اتفاق مع إيران يمكن أن يؤدي إلى رفع "الحرس الثوري" الإيراني من قائمة الإرهاب، ويحرر الاقتصاد الإيراني الذي يخضع لعقوبات صارمة.

موضوع اتفاق إيران مع القوى الكبرى، لم يعد ضمن قائمة الاحتمالات، بل إنه دخل مرحلة التأكيد باعتراف مصادر أوروبية وأمريكية وحتى إيرانية رفيعة المستوى.

منذ فترة طويلة كانت إسرائيل تعبر عن قلقها من سياسة الإدارة الأمريكية إزاء الملف الإيراني، بالرغم من أن مصادر إسرائيلية كانت اعتبرت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الدولي مع إيران، خطأً فادحاً لأنه مكّن إيران من التحرر من قيود الاتفاق، ما سمح لها برفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%.

لا يتوقف القلق إزاء قرب التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني على إسرائيل، بل امتدت حالة القلق إلى دول الخليج العربي ما وفّر لإسرائيل الذريعة للعمل على تطوير علاقاتها مع الدول التي سارعت إلى التطبيع، بدعوى مواجهة الخطر المشترك الذي تمثله إيران وحلفاؤها.

قبل انعقاد القمة الثلاثية في شرم الشيخ بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، كانت إسرائيل قد طورت ووسعت علاقاتها، واتفاقاتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية وحتى الثقافية مع الدول التي طبّعت حديثاً علاقاتها معها، وقد حان الوقت لإحداث نقلة أخرى نوعية وجديدة في العلاقات على نحوٍ جماعيٍّ بعد أن كانت علاقات ثنائية.

بعد قمة شرم الشيخ ثمة اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في النقب تحضره أربع دول عربية بالإضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، وربما يتبع ذلك المزيد من الاجتماعات الجماعية، ترغب إسرائيل في أن تصل إلى مستوى إقامة حلف على غرار "الناتو"، كما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بعد قمة شرم الشيخ.

حضور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لاجتماع النقب يثير بعض الأسئلة، حول علاقة ذلك بالموقف مما يجري في أوكرانيا وعلى الساحة الدولية. لكن أحداً لا يثير أسئلة تتعلق بالموضوع الفلسطيني في هذه الاجتماعات والتحركات.

يغيب الفلسطيني حضوراً وموضوعاً عن هذه الاجتماعات والتوافقات والعلاقات، طالما أن الأطراف تعطي الأولوية لأمنها ومصالحها، ولأنها تدرك أن الموضوع الفلسطيني بأبعاده السياسية مغلق تماماً من قبل حكومة بينيت وشركائه.

الإدارة الأمريكية الحالية كما السابقة، تبدي ارتياحها ودعمها لعمليات التطبيع الجارية، وتبذل جهداً نحو انضمام المزيد من الدول لهذه العملية.

أما حضور بلينكن لاجتماع النقب، فهو لتبرير موقف الإدارة الأمريكية من تبعات العودة للاتفاق مع إيران، وللـتأكيد على أن الولايات المتحدة لا تزال عند تعهداتها بتقديم الدعم والمساندة لحلفائها وأن انسحابها من المنطقة لا يعني تخلّيها عن هؤلاء الحلفاء.

بالإضافة إلى ذلك يأتي الحضور الأمريكي في إطار الجهد الذي تبذله الولايات المتحدة، لتهدئة الخواطر مع الدول العربية النفطية وإقناعها بضرورة الاستجابة للطلب الأمريكي والأوروبي لرفع مستوى إنتاج النفط من أجل المساعدة في الهبوط بأسعاره العالمية.

الموضوع الفلسطيني غير واردٍ بالمعنى الجدّي في رحلة وزير الخارجية الأمريكي، الذي يزور رام الله، لدعم التوجه الإسرائيلي الساعي لخنق مستويات التصعيد خلال شهر رمضان.

ليس في جعبة بلينكن، أي جديد فيما يتعلق بالوعود التي أطلقتها إدارة الرئيس بايدن بشأن العلاقة مع الفلسطينيين وكل ما لديه يقتصر على "زيادة المساعدات الإنسانية ودعم القطاع الخاص في الجانب الفلسطيني والسعي للهدوء في شهر رمضان" وهذا وفق تصريح معلن للوزير الأمريكي.

بنجاح تتحرك إسرائيل على المستوى الإقليمي، وتقدم نفسها لسد الفراغ الجزئي الناجم عن الانسحاب الأمريكي النسبي من المنطقة، خصوصاً في ضوء انخراطها القوي في الصراع الدائر في أوكرانيا.

حين يتعلق الأمر بحلف أو تحالفات أو اتفاقيات تعاون واسعة، لمواجهة إيران يتساءل المرء عن علاقة المغرب بهذا الأمر، والتي لا تواجه أي خطرٍ من أي نوع، ذلك أن خلافاتها مع الجزائر لا تصل إلى مستوى التهديد، كما لم تعد "البوليساريو" تشكل مثل هذا التهديد.

في الواقع فإن المغرب تتحرك مع إسرائيل وفق قناعات قديمة جديدة وفي آخر التحركات، تطبيع العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيش المغربي، بالإضافة إلى اتفاقيات ذات طابع أمني ولوجستي، في إطار تطبيع شامل.

انطلاقاً من هذا الحراك الخطير الذي سيتواصل خلال الفترة المقبلة لا بدّ للطرف أو الأطراف الفلسطينية أن تعيد التفكير في استراتيجياتها ومواقفها بما يؤدي إلى فرض القضية الفلسطينية على جداول أعمال الجميع في المنطقة وخارجها.

من المعيب جداً أن تتحرك المجتمعات المدنية في أمريكا وأوروبا، لفضح ازدواجية المعايير، واختلال موازين العدالة الدولية، ومقاومة سياسة الفصل العنصري في إسرائيل، بينما لا تتحرك السياسات العربية الرسمية أو حتى المجتمعات المدنية، لمحاصرة إسرائيل التي تحقق المزيد من النجاحات على المستوى العربي، والمزيد من الإخفاقات على المستوى الدولي. مثل هذا الوضع لا يمكن أن يكون مريحاً للفلسطينيين، ولذلك بات عليهم القيام بما كان ولا يزال عليهم أن يقوموا به أولاً إزاء أنفسهم.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق