اليوم الخميس 24 إبريل 2025م
شهيدان وإصابات في قصف الاحتلال خيمة شمال قطاع غزةالكوفية 18 شهيدا في مجزرة إسرائيلية بقصف منزل شمال غزةالكوفية مستوطنون يهاجمون ممتلكات فلسطينية في سلفيت ويغلون طريقا بالأغوارالكوفية الاحتلال يقتحم كفل حارس شمال غرب سلفيتالكوفية رئيس الموساد في قطر لبحث صفقة الأسرىالكوفية الاحتلال يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرمالكوفية 4 شهداء في قصف للاحتلال على مدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم نحالين غرب بيت لحمالكوفية الخارجية الأردنية: وقف المساعدات على قطاع غزة أدى إلى كارثة إنسانيةالكوفية «الشرقية» تجهّز «يد الأخضر» لكأس العرب في الكويتالكوفية إيدي هاو يعود لتدريبات نيوكاسل بعد تعافيه من التهاب رئويالكوفية قاض أمريكي يمدد قرار حظر ترحيل الناشط الفلسطيني محسن المهداويالكوفية مراسلنا: انتشال جثامين 5 شهداء بعد غارة إسرائيلية على شارع النخيل بحي التفاح شرقي مدنية غزةالكوفية مراسلنا: غارة من طائرة مسيرة إسرائيلية على مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية 14 شهيداً في قصف مركز شرطة جباليا البلد ومنزلاً بحي الزيتون بمدينة غزةالكوفية الاحتلال يقتحم قرية النبي صالح شمال غرب رام اللهالكوفية مصرع مواطنة بحادث سير في الخليلالكوفية الاحتلال يستولي على شاحنة في الأغوار الشماليةالكوفية المجلس المركزي يواصل أعماله لليوم الثانيالكوفية 50 شهيدا و152 إصابة خلال الـ24 ساعة الأخيرة في قطاع غزةالكوفية

على بوابة مطحنة الأعمار

11:11 - 15 فبراير - 2022
حسن عبّادي
الكوفية:

ضمن مشروعي التواصليّ مع أسرى يكتبون التقيت بالكثير من الأسرى؛  نحن بلد المليون أسير،  والأسر داهم غالبيّة بيوت بلادنا، من جميع الأطياف، وحلّق في فضاء غالبيّة اللقاءات طفولة سليبة؛ أطفال وأشبال وفتيان وفتيات أسرى وبالمقابل أباء وأمهّات أُبعدوا قسرًا عن أطفالهم وأحفادهم.

التقيت بمرح التي اعتقلت يوم 12.10.2015، طفلة "مواليد 29.01.1999"، وملك "مواليد 2000 ومعتقلة منذ 09.02.2016" ونورهان "مواليد 1999 ومعتقلة منذ  23.11.2015 " وما زلن خلف القضبان،  عشنَ طفولة مختلفة... طفولة لا تملك دميةً، لكنّها تملكُ قضيّة! اعتقلن في عزّ طفولتهن لتبدأ رحلة العذاب، عبثيّة محاكم الاحتلال وأحكامه الجائرة في غربة مستديمة بانتظار حضن الأم، فالغربة لا تُقاس بعدد الخطوات بين اثنين؛ بل الغربة أن لا تتنفّسَ عبق من تحبّ، فتعيش القلق والشوق ليل نهار. إنّها حكاية الطفل الفلسطينيّ الذي يخرج من رحم أمّه إلى النور مستعدّا لخوض الحياة المحتلّة، والأيام المحتلّة، والأحلام المحتلّة أيضًا ليغمس التراب بالحليب ليصير مولود الأمّ والأرض معًا!

إنّها الطفولة الفلسطينيّة السليبة، والطفولة أمنيات لا تتحقّق، والوطن تمرّ فيه كلّ الأجيال  إلّا جيل الطفولة، بلا فرح وأحلام؟ يرضع ويكبر ليصير وجبة شهيّة للأسر.

آلاف الأطفال دفعوا ضريبة حبّ الوطن ومرّوا بمدرسة الأسر في سجون الاحتلال، والتقيت ذات صباح في سجن "مجيدو" بالطفل عثمان وقابلني بابتسامة طفوليّة  تعانق السماء، شبل يقبع في زنازين الاحتلال، سُلبت طفولته ليتعلم فنّ الطبيخ خلف القضبان فصار خبيرًا بطَهي المجدّرة والمقلوبة والمنسف، يهتم بالدراسة والتثقيف الذاتي لإكمال التوجيهي وتحقيق أحلامه والالتحاق بالجامعة ومسارها الأدبيّ، إذ كان أخوه عبد القادر يقبع في نفس السجن ولكنّه محروم من لقائه.

التقيت عبد القادر بعد تحرّره، وحين سألته عن عثمان أجابني أنّه لازمه الفترة الأخيرة ذات الغرفة لأنّه "بوغَر!" -يعني أصبح بالغًا. بالعبريّة: بوغِر: بلغ سن الرشد القانونيّة، أي الثامنة عشرة-.

وها هو الطفل أحمد شويكي الذي أعتقل في الرابعة عشر من عمره قد "بوغَر" وكتب لنا رحلة الآلام التي مرّ بها على مدار عشرين عاما في غياهب السجون ليسطّر لنا بحروف من دم مسيرة طفل ترعرع وكبُر، ليكتب لنا تجربته وزملاء الأسر، بطولها وعرضها، دون رتوش، حاولت طحنه في مقبرة الأعمار ولكن نجا من براثنها ليحكي لنا الحكاية.

من المعروف أنه قد كتب أدب السجون أيضا من رصدوا تجارب سجناء عرفوهم أو كتبوها معًا.  "تلك العتمة الباهرة" كتبها طاهر بن جلون، وهي رواية تتحدث عن معتقل "تزممارت"، تروى مأساة السجين عزيز بنين، الذي قضى عامين في السجون المغربية، ثم نُقل إلى جحيم تزممارت  ليقضي فيه 18 عامًا آخر ويوثّقها هذه المرة طاهر بن جلون، فبعد خروج عزيز من سجنه ذهب إلى ابن جلون وأدلى له بوجعه ومأساته،  طالبًا منه توثيق هذه الأحداث بقلمه، وبالفعل جسدها ابن جلون بشكل لا يُصَدق ومن شدة تأثر ابن جلون بما حدث لعزيز، ذكر أنه كان يرتجف ويتصبب عرقاً وهو يكتب الرواية، وكانت تعتريه لحظات من البكاء الهيستيري جراء الآلام النفسية التي تعرض لها عزيز ومن معه.

وها هو أحمد يكتب لنا تجربته، ترافقه أخته رائدة، وتنجح مخطوطته باختراق القضبان، ليتحقّق حلمه وتصدر تزامنًا مع يوم تحرّره بعد عشرين عامًا في زنازين الاحتلال.

تُعتبر الكتابة متنفّسًا للأسير تجعله يحلم ويتنفّس حريّة

نعم؛ الحريّة خير علاج للسّجين.

مطلع لرواية "على بوابة مطحنة الأعمار" للأسير أحمد صلاح الشويكي (رواية أسير محرر، 160 صفحة، لوحة الغلاف: جهاد أبو بادي، صدرت يوم 08.02.2022 تزامنًا مع تحرّره من الأسر بعد قضاء حكم 20 سنة، ومن الجدير بالذكر أنّه أعتقل وعمره 14)

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق