د. سفيان أبو زايدة: تهديد إسرائيل بعودة القتال في غزة ورقة ضغط أكثر من كونه نية حرب فعلية
نشر بتاريخ: 2025/11/15 (آخر تحديث: 2025/11/15 الساعة: 20:19)

قدّم الوزير الفلسطيني السابق  والخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور سفيان  أبو زايدة تحليلاً لتهديدات إسرائيل الأخيرة باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، مؤكّدًا أنها تنطوي على أبعاد سياسية أكثر منها عسكرية فورية.

وقال أبو زايدة، خلال حديث متلفز يرصده لكم موقع قناة الكوفية، إن التهديد الإسرائيلي بإعادة القتال يأتي في سياق ضغوط دبلوماسية ومفاوضات، وليس بالضرورة بمثابة استعداد كامل لشن عملية عسكرية واسعة، بل قد يكون “ورقة ضغط” لتعزيز موقع التفاوض.

وأضاف أن إسرائيل قد تستهدف من هذا النوع من التصعيد “تهيئة الرأي الدولي والمحلي”، خاصة في ظل المفاوضات الجارية حول الهدنة والقضايا المرتبطة بغزة.

كما لفت أبو زايدة إلى أن الرسالة الموجهة من خلال هذه التهديدات قد تكون ذات طابع نفسي وإعلامي، تسعى لتأكيد التفوق العسكري والاستراتيجي، وإظهار أن خيار الحرب لا يزال “متاحًا” كتهديد محتمل إذا لم تكن شروطها ملائمة.

وأشار إلى  أن هذه التصريحات تأتي في سياق متابعة مجلس الأمن الدولي للوضع في غزة، مؤكّدًا أن إسرائيل تحاول من خلالها التأثير على القرارات الدولية، وخصوصًا فيما يتعلق بالضغط على الفصائل الفلسطينية لضمان السيطرة على المشهد السياسي والأمني.

من جهة أخرى، حذر أبو زايدة من أن استخدام مثل هذه التهديدات قد يحمل أيضًا خطورة كونه “تمهيدًا” فعليًا لمراحل أولية من اقتتال عسكري إذا لم تُجدِ الوسائل التفاوضية نفعًا، خاصة إذا شعرت إسرائيل أن الموقف الدبلوماسي أو المفاوضاتي لا يسير لصالحها.

كما أشار إلى أن هناك توازنًا دقيقًا في هذه المرحلة: إسرائيل قد تسعى إلى إبقاء الخيار العسكري على الطاولة دون أن تغرق مباشرة في عملية برية واسعة، لأنها تحتاج في الوقت ذاته إلى مكاسب سياسية – سواء من خلال الضغط على حماس أو من خلال وسطاء دوليين – لتحقيق أهدافها من المفاوضات.

ويأتي تحليل أبو زايدة في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تقاطعًا مع ضغط دولي للانتقال للمرحلة الثانية من صفقة غزة، بينما تبقى التهديدات العسكرية مصدر قلق كبير لدى الفلسطينيين، الذين يرون أن التصريحات قد تتحول بسرعة من كلام إلى واقع ميداني.