لم يكن نجاح زهران ممداني رئيساً لبلدية نيويورك، معزولاً عما جرى من وقائع وأحداث لدى مختلف بلدان العالم:
1- المظاهرات التي اجتاحت الجامعات الأميركية، 62 جامعة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للمستعمرة الإسرائيلية.
2- المظاهرات التي اجتاحت أوروبا، ودفعت بلدانها وحكوماتها للتجاوب مع احتجاجات شعوبها، وفرضت الاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة من قبل بريطانيا وفرنسا.
3- المؤتمر اليهودي العالمي الذي تم عقده في فيينا عاصمة النمسا قبل حوالي خمسة أشهر، ونتيجته رفض الصهيونية والمستعمرة الإسرائيلية.
4- الجرائم والمجازر المعلنة من قبل المستعمرة ضد المدنيين الفلسطينيين.
5- معاناة الشعب الفلسطيني وما تعرض له من مذابح بحق المدنيين على يد قوات الاحتلال في قطاع غزة، وما زال متواصلاً فيها، وفي الضفة الفلسطينية
ما جرى ليس صدفة، أو ضربة حظ، او صحوة ضمير، بل هو تراكم إنساني من طرف، ومن تطرف عنصري من طرف آخر، وتمثل ذلك خير تمثيل في انحياز جزء كبير من الطائفة اليهودية، وخاصة من قبل الشباب في التحرر من الصهيونية، وهذا تطور مهم يجب أن يأخده الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، أن الصراع ضد الصهيونية ليس صراعا ضد اليهود، والحركة الصهيونية وأحزابها هي التي تدعي تمثيل اليهود، وتحرص على هذا الادعاء وتعمل على تأكيده وترسيخه، وهي ليست كذلك بالتأكيد، كما هو حاصل لدى داعش والقاعدة، هل يمثلان الإسلام والمسلمين؟؟ وكلاهما قيادات وقواعد من المسلمين الملتزمين ولكنهم لا يمثلون الإسلام والمسلمين، هم أجنحة أو فصائل أو أحزاب أو اجتهادات سياسية، ولكنهم بالتأكيد لا يمثلون الإسلام والمسلمين، وهكذا هي الحركة الصهيونية وأحزابها وتنظيماتها المتعددة سواء كانت إسرائيلية أو عابرة للحدود.
المؤتمر اليهودي الدولي الذي تم عقده في فيينا النمسا في الفترة الواقعة ما بين 13 إلى 15 حزيران يونيو 2025 ، هدف من عقده مناهضة الصهيونية، ورفض اعتبارها تمثل اليهود واليهودية بل تم المؤتمر لدعم القضية الفلسطينية.
وقد جاء في أسباب وأهداف المؤتمر بيانه الختامي:
"رفض ادعاء الصهيونية تمثيل اليهود، ونددوا باستخدام الدين اليهودي لتبرير الاستعمار والعنصرية ضد الفلسطينيين، ودعوا إلى تفكيك النظام الصهيوني بوصفه نظاما عنصريا استعماريا، وأن الصهيونية لا تمثل اليهودية الحقة، وأنها تتعارض مع قيم العدالة وحقوق الإنسان، وطالبوا تأسيس تحالف يهودي فلسطيني مناهض للصهيونية".
والبيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه " بيان فيينا" ودعوا فيه إلى عزل إسرائيل- المستعمرة باعتبارها مشروعا استعماريا صهيونيا، ومقاطعته دوليا، وطالبوا بملاحقة مرتكبي جرائم الحرب أمام محكمة الجنايات الدولية، وأكدوا على حق اللاجئين الفلسطينيين، في العودة إلى ديارهم، التي سبق وطُردوا منها.
القائمون على عقد المؤتمر اليهودي الدولي اختاروا عقده في فيينا تحديدا لأنها مسقط رأس تيودور هيرتسيل مؤسس الحركة الصهيونية، تأكيداً لرفض فكرته ودوافعه التي دعت إلى قيام مشروع استعماري توسعي على أرض الفلسطينيين ووطنهم الذي لا وطن لهم غيره .
لذلك يجب اعتبار ما تم إنجازه في انتخابات نيويورك وكذلك في ولايتي فيرجينيا وميتشغان، ومن قبلهم الاعتراف الأوروبي بفلسطين لهو خطوات تراكمية على الطريق باتجاه: 1 كشف حقيقة الصهيونية ومشروعها الاستعماري التوسعي العنصري، 2- تفهم شرعية المطالب الفلسطينية ودعمها وإسنادها حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه الكاملة على أرض وطنه: فلسطين.