"سدي تيمان" ... حلقات في مسلسل طويل مرير لا بد أن ينتهي
نشر بتاريخ: 2025/11/04 (آخر تحديث: 2025/11/05 الساعة: 00:12)

نأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نفسه الإقرار بأن "سدي تيمان" للتعذيب والسلخ والاغتصاب، مجرد سجن، بل منشأة أو قاعدة عسكرية، تم افتتاحه، أو افتتاحها، بعيْد السابع من أكتوبر قبل عامين، وتطرق في مستهل الجلسة الاخيرة لحكومته، كما لو أنه رئيسا للقاعدة، لا للحكومة، بقوله حرفيا: "ربما هذا هوالهجوم الدعائي الأخطر الذي مرت به دولة إسرائيل منذ قيامها، لا أذكر شيئا مركزا بهذه القوة، لقد ألحق هذا الحدث ضررا هائلا بصورة إسرائيل وجيش الدفاع وجنودنا".

ما قبل سدي تيمان كان هناك عشرات بل مئات وربما آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، آخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة أنها وثّقت آلاف الانتهاكات خلال العامين الماضيين فقط، التقارير الامريكية السرية قالت إنها وثقت المئات منها، آملين ان يكون سدي تيمان من بينها.

من أبرزها، الحكم الذي صدر بحق قائد مجزرة كفر قاسم " يسخار شدمي" قبل نحو سبعة عقود، والتي قتل فيها 49 شخصا، بينهم 30 طفلا وامرأة، كان الحكم غرامة مالية قيمتها أغورة واحدة، وعرفت القضية في التاريخ "بأغورة شدمي"، وقبل وقت قصير من وفاته عام 1978، قال إنه يعتقد أن محاكمته نُظمت لحماية رئيس الوزراء بن غوريون من تحمل المسؤولية عن المجزرة.

هي نفس المسؤولية التي هرب منها رئيس وزراء "القاعدة / المنشأة" اسحق شامير في حادثة خطف الباص رقم 300 بين تل أبيب وعسقلان عام 1984 ومقتل الأخوين أبوجامع بعد أن تم أسرهما وتصويرهما أحياء يمشون على أرجلهم وادعوا أنهما قتلا خلال الاشتباك. صرح أحد الجنود الذي أصبح عضو كنيست "إيهود ياتوم" بقوله : "لقد هشمت جماجمهم بأمر من الرئيس أفراهام شالوم وإنني فخور بكل ما فعلت" .

"التسريب" هوالذي قصده رئيس حكومة المنشأة / القاعدة، وليس ما قام به ضباطه وجنوده من أفعال يندى لها جبين الانسانية، أي انسان، في أي مكان أو زمان، ومع ذلك يخرجون دفعة واحدة للدفاع عن المغتصبين والمغصبة، كما لو أن السجن المغصبة، حرز اوصرح، يجب حمايته بحدقاتهم ، ولهذا عاقبوا المدعية العامة المتهمة بالتسريب، أقالها رئيس هيئة اركان الجيش، مقدمة لمحاكمتها، بتهمة تعريض سمعة الجيش والدولة والمنشأة للخطر. لكن بعد يوم واحد من تسريب الفضيحة أصدر وزير الدفاع قرارا بمنع الصليب الأحمر من زيارة أسرى غزة في كل السجون، وبالتأكيد في مقدمتها "سدي تيمان" .

فهل سيسدل الستار كما أسدل على كفر قاسم قبل سبعين سنة، وعلى الاخوة أبو جامع قبل أربعين سنة لحماية رئيس وزراء دولة الغصب والاغتصاب والإبادة والمسغبة .