متابعات: يعيش باريس سان جيرمان بداية موسم معقدة داخل غرف الملابس، بعدما ظهرت إلى العلن توترات غير مسبوقة بين المدافع الأوكراني الجديد إيليا زابارني والحارس الروسي ماتفي سافونوف. ووفق ما نشره الإعلامان، الإيطالي والفرنسي، فإن زابارني، الذي انضم هذا الصيف من بورنموث مقابل 63 مليون يورو، كان قد اشترط قبل موافقته على عرض باريس سان جيرمان رحيل سافونوف عن الفريق، في موقف يعكس حساسية الصراع القائم بين بلاده وروسيا.
وأشارت صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية إلى أن الحارس الأوكراني السابق دينيس بويكو كشف القصة قائلاً: «إيليا أراد أن يرحل سافونوف شرطاً لانضمامه إلى باريس سان جيرمان، لكن للأسف لا يُمكن تحقيق كل شيء كما يريد، فالحارس الروسي لديه عقد حتى عام 2029 لا يمكن فسخه بسهولة». وأضاف بويكو: «لحسن الحظ أن سافونوف لا يلعب أساسياً، وهذا في حد ذاته أمر إيجابي».
سافونوف كان قد انضم العام الماضي من كراسنودار مقابل 20 مليون يورو، لكنه لم ينجح في فرض نفسه أساسياً؛ حيث ظل بديلاً لدوناروما، ومع قدوم لوكاس شوفالييه هذا الصيف تراجعت حظوظه أكثر. ورغم شائعات رحيله، أكّد سافونوف استمراره قائلاً: «أنا مستعد للقتال من أجل ألقاب جديدة، وفرص جديدة».
وتابعت أن لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، حاول تهدئة الوضع، مؤكداً أن «الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص هي وسيلة لتوحيد الناس لا لتفريقهم». غير أن زابارني بدا متمسكاً بموقفه الوطني، إذ قال في رسالة مصورة: «أشكر باريس سان جيرمان على منحي فرصة اللعب في أعلى المستويات، وتمثيل بلادي على الساحة الدولية، لكن بلادي تعيش حرباً شاملة منذ 4 سنوات، والروس معتدون، يحاولون تدمير حرية أوكرانيا واستقلالها. لا تربطني أي علاقة بأي روسي. وبالنسبة لزميلي في الفريق سأتفاعل معه فقط على المستوى المهني في التدريبات. سأحترم التزاماتي تجاه النادي، لكنني أؤكد أنه ما دامت الحرب مستمرة سأدعم عزل كرة القدم الروسية عن العالم».
وأثارت هذه القضية قلق إدارة النادي الباريسي، التي تُدرك حجم خطورة انتقال التوترات الجيوسياسية إلى داخل غرفة ملابس بطل أوروبا، خصوصاً أن الموسم الماضي كان عنوانه الأبرز قوة المجموعة وتماسكها تحت قيادة لويس إنريكي، وهو العامل الذي ساعد الفريق على التتويج بدوري أبطال أوروبا. ومع دخول زابارني وموقفه الصارم، يبقى التحدي الأكبر أمام باريس سان جيرمان هو كيفية حماية أجواء الفريق، ومنع هذه الخلافات السياسية من التأثير على وحدة التشكيلة في رحلة الدفاع عن ألقابها محلياً وقارياً.