قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح: «إنّ دولة الإبادة الإسرائيلية لم تكتفِ بارتكاب جرائم الإبادة في غزة، بل جعلت من إنكارها منظومة فكرية وسياسية قائمة بذاتها، تُعيد صياغة جرائم التجويع والقتل الجماعي وتهجير اهلنا بلغة زائفة لطمسها، تُسخّف المأساة وتحاول تصويرها على انها مُفبركة بالرغم من أن الإبادة الإسرائيلية في غزة هي اكثر جرائم الحرب توثيقاً في التاريخ. هذا الإنكار هو أداة سلطة احتلال دموية تستند إلى ميراث مظلم عرفته البشرية حين جرى التستّر على المجازر الأرمنية، أو نُكّرت مجاعة الهولودومور، أو طُمِست أوامر الإبادة في ناميبيا، أو غُسلت مفردات الجرائم النازية في ما سُمّي بالحلّ النهائي».
وأضاف دلياني: «لقد ابتكر الإسرائيليون، حكومةً وإعلاماً ومجتمعاً، قاموسًا للإنكار يحاول بائسًا أن يقنع العالم بأن جسد الطفل الفلسطيني المُجوَّع صورةٌ مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، وأن المقابر الجماعية مجرّد حبكةٍ سردية، وأن المدن والبلدات والمخيمات المدمَّرة مشهدٌ افتراضي. إلّا أنّ الحقائق تُحاصر دولة الاحتلال ومجتمعها: تسعون في المئة من أهل غزة اقتُلعوا من منازلهم، وأكثر من ٦٢ ألف إنسان استُشهدوا خلال الاثنين والعشرين شهرًا الماضية، وأكثر من ٢٤٠ صحافيًا وصحافيةً جرى اغتيالهم لإسكات الحقيقة، فيما وثّقت بيانات الأمم المتحدة التجويع وأُعلِن رسميًا كمجاعة. إنّ الإنكار هنا سياسةٌ حكومية لإدامة الإبادة وتحصينها».
وختم دلياني قائلاً: «التاريخ يقدّم دروسًا دامغة بأنّ الإنكار هو الحاضنة الفكرية لاستمرارية جرائم الإبادة، من الكونغو إلى نانجينغ، ومن ألمانيا إلى أرمينيا. واليوم يعيد الإسرائيليون احياء هذا النصّ التاريخي بحذافيره في غزة، حيث تحوّل الإنكار ذاته إلى أداة إبادة، تُجرّدنا كضحايا من إنسانيتنا وتُرسّخ بُنية مجتمعية وسياسية تسعى إلى التطهير العرقي الكامل».