الجوع وغلاء الأسعار والاستغلال عنوان أخر للنكبة والدمار
نشر بتاريخ: 2025/07/18 (آخر تحديث: 2025/07/18 الساعة: 20:02)

في ظل الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة، وفي ظل استمرار الحصار الإنساني والاغاثي لأكثر من أربعة شهور على التوالي ، بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر والمنافذ الإنسانية ، تستمر المجاعة الإنسانية الحقيقية حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة الإنسانية من طعام وغذاء ، مما أدى إلى انتشار حالة الجوع والحرمان الفعلي من الأكل والشرب لكافة سكان القطاع.

ولكن هناك ظاهرة واقعية على الجانب الآخر من الأمر حيث يتم الاستيلاء بقوة النهب والسلب من اللصوص وقطاع الطرق لشاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تأتي لمحافظات قطاع غزة ، والتي طبعا تذهب معظمها للبيع بالأسواق بأسعار فلكية لا يتخيلها العقل البشري، ضمن استغلال حالة المواطنين للشراء وخصوصا الدقيق والسكر وبعض المواد الأساسية الضرورية التي تستخدم في عملية طهي الطعام ، فيجد المواطن التي انهكته ظروف الحرب المستمرة على كافة الصعد والمستويات أنه أصبح فريسة للتجار والباعة المستغلين لظروف الناس، حيث تباع المساعدات الإنسانية والإغاثية المنهوبة والتي يشارك بها التجار والباعة بأعلى الأسعار ضمن حالة استغلال عنوانها ارتفاع الأسعار مع كل يوم حرب جديد دون رادع أو وازع.

اليوم تشهد الأسواق في كافة محافظات قطاع غزة بيع الدقيق بما يقارب من 50 دولار للكيلو الواحد فقط ، وكيلو السكر إلى ما يقارب 100 دولار ، وقياسا على ذلك كافة السلع تتراوح في نفس الغلاء الفاحش غير المبرر والمنطقي.

وفي ظل استمرار ارتفاع الأسعار والاستغلال بسبب إغلاق المعابر وتشديد الحصار واستمرار الحرب ، وارتفاع سعر كيلو الدقيق إلى حد الخيال والجنون ، لن يكون بمقدور كافة سكان القطاع شراء الدقيق واطعام أطفالهم لو رغيف خبز في اليوم الواحد ، وهذا يعطي مؤشرات مأساوية للغاية قادمة خلال الأيام القليلة القادمة حيث سوف نشاهد سقوط الأجساد المتهاوية جوعا بالشوارع والطرقات ، وسنجد المرضى وكبار السن يموتون جوعا بالمئات، وسنجد الأطفال يبكون و يصرخون بالشوارع من شدة الجوع، وهذا كله بسبب استمرار الحصار الإنساني لأكثر من أربعة شهور، وبسبب استغلال التجار والباعة لظروف الحرب وبيع السلع الأساسية بأسعار فلكية خيالية.

إن من يقوم بنهب وسلب وقطع الطريق على شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية والاستيلاء عليها وبيعها بالسوق السوداء للتجار والباعة المستغلين أيضا ، هم شركاء مع الاحتلال بالحرب على شعبهم، وهؤلاء للأسف الوطني الشديد هم أعداء الوطن والمواطن الحقيقين أعوان الاحتلال بطريقة أو بأخرى.

ولهذا المطلوب شعبيا وبصورة عاجلة الوقوف الفعلي والعملي في وجه ظاهرة ارتفاع الأسعار والاستغلال، ومنع التجار والباعة من احتكار السلع الأساسية والتحكم والتلاعب بأسعارها ، لأن الاستغلال وغلاء الأسعار من الباعة والتجار في ظل ظروف الحرب المستمرة هو انعدام للضمير الإنساني والأخلاق والأعراف والقيم الاجتماعية والوطنية.

رسالتنا...

رسالتنا إلى قطاع الطرق واللصوص وسارقي المساعدات الإنسانية والإغاثية أن يتوقفوا عن تلك الأفعال المشينة والمسيئة للقيم والعادات والتقاليد والأخلاق الإنسانية، وأن يتركوا المساعدات الإنسانية تدخل بسلام وأمان إلى أماكنها المخصصة ، حتى يتم توزيعها على كافة سكان القطاع، من أجل أن نتجاوز مرحلة الجوع والحرمان والحصول أقل القليل على رغيف الخبر في ظل الحرب المستمرة والعدوان المتواصل.

ورسالتنا أيضا للباعة والتجار المستغلين لظروف الحرب عبر رفع الأسعار نقول لهم : كونوا عونا لشعبكم ولا تكونوا عدوا اخر لهم، لأن الحرب يوما ما سوف تنتهي إن طال الزمن أم قصر ، وسوف تجدوا أنفسكم أمام مجتمع لن يرحمكم وسوف يحاسبكم اجتماعيا و تصبحوا مكروهين منبوذين في مجتمع ينظر لكم بعين الحقارة والاشمئزاز، فاعتبروا يا أولي الألباب.