كشف ضابط إسرائيلي رفيع لهيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" أن جيش الاحتلال يعتزم مواصلة تصعيد عملياته العسكرية في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، بوتيرة غير مسبوقة منذ أشهر، حتى الإعلان عن "صفقة" متوقعة. وأوضح الضابط أن خمس فرق عسكرية تنتشر حاليًا في القطاع، بهدف السيطرة على المزيد من المناطق، مشيرًا إلى أن "ما كان يُعرف ببلدة جباليا لم يتبقَّ منها سوى الرمل"، وأن المعارك ما تزال مستمرة، خصوصًا مع وجود مقاومين ينفذون هجمات في مناطق قريبة من الحدود مع الأراضي المحتلة.
ومنذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس، شنّ جيش الاحتلال نحو 7,000 غارة، استهدفت من بينها 280 "نفقًا قتاليًا". وقدّر الضابط أن تنفيذ بقية المهام سيستغرق ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن من بين الأهداف المتبقية "احتلال بيت حانون وتدمير نحو نصف بناها التحتية، والسيطرة على مدينة غزة التي ما زالت تحتضن مقاتلين من كتائب القسام"، مشيرًا إلى بقاء فرقتين تابعتين للكتائب في الميدان، وقدرتهما على تصنيع العبوات المتفجرة.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أمس الأربعاء عن الانتقال إلى "مرحلة جديدة" من الحرب، يتركز فيها القتال شمال القطاع، خاصة مدينة غزة، واصفًا إياها بـ"المعقل الأهم المتبقي لحركة حماس بعد تدمير خانيونس". بدوره، صرّح رئيس الأركان إيال زامير بأن جيش الاحتلال بات قريبًا من بلوغ الخطوط التي حُدّدت للمرحلة الحالية، ما دفع القيادة العسكرية للبدء ببحث ما بعد هذه المرحلة، سواء تم التوصل إلى صفقة أم لا.
وفي السياق، أوضح بيان لجيش الاحتلال أن قوات الفرقة 162 تواصل عملياتها شمال غزة، مركزةً على "القضاء على المسلحين وتدمير الأنفاق ومخازن الأسلحة"، بينما بدأ لواء "ناحال" خلال الـ24 ساعة الماضية تنفيذ هجمات على عشرات الأهداف. وأشار إلى أن الفرقة 99 نفّذت عمليات لتحديد مواقع البنى التحتية وتدميرها، واستهدفت مقرات قيادة ومبانٍ عسكرية، فيما واصلت الفرقة 36 نشاطها في خانيونس، حيث ضبطت أسلحة متعددة، من بنادق ومسدسات وذخائر وقذائف هاون. وفي رفح، دمّر الاحتلال عشرات الأهداف، بينها أنفاق ومخازن أسلحة، وسط استمرار المهام الدفاعية حول بلدات النقب الغربي.
من ناحية إنسانية، استشهد 84 فلسطينيًا منذ فجر اليوم جرّاء القصف الإسرائيلي، بينهم عشرات من منتظري المساعدات الإنسانية، وأكثر من 30 شهيدًا في قصف على محور "نيتساريم" وسط القطاع، و7 آخرين جنوبًا. وفي مدينة غزة والمناطق الشمالية، استشهد 16 شخصًا في قصف على مدرسة مصطفى حافظ بحي الرمال، بينما سقط شهيد قرب مركز رعاية في جباليا البلد، وثلاثة عند دوار بيت لاهيا الغربي، إضافة إلى شهداء آخرين في مناطق النفق وحي الدرج.
وفي خانيونس، أسفر القصف عن استشهاد 14 مدنيًا داخل خيمة عائلة أبو عاصي في منطقة المواصي، وثلاثة في مخيم البركة، واثنين آخرين في منطقة بني سهيلا. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد حاد في العنف، ومخاوف دولية متزايدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.