بقلم محسن أبو رمضان.. نحو شبكة شبابية لصيانة السلم الاهلي بالمجتمع الفلسطيني
نشر بتاريخ: 2025/06/27 (آخر تحديث: 2025/06/27 الساعة: 23:58)

يمارس جيش الاحتلال منذ حوالي واحد وعشرون شهرا أشكال متعددة من العدوان علي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبوتائر مشابهة وان كانت اقل حدة بالضفة الغربية.

يمارس الاحتلال عمليات القتل اليومي بهدف تخفيف الكتلة السكانية وخلق اعاقات واصابات من الصعوبة ان يتم معالجتها لدي قطاع واسع بالمجتمع.

لقد وصل عدد الشهداء والجرحي الي اكثر من مئتي الف جلهم من النساء والأطفال.

ويستخدم الاحتلال التجويع كوسيلة للاذلال وهدر الكرامة والاستهداف بالقتل العمد المئات من المواطنين.

لقد اعترف بعض جنود الاحتلال ان هناك اوامر بقتل الباحثين عن الغذاء أمام نقاط التوزيع لمؤسسة غزة الإنسانية وهي مؤسسة أمنية أمريكية واسرائلية دون أن يشكلوا اي خطر علي الجنود او الحراس.

ان عسكرة وتسيس المساعدات يعتبر واحدا من الأشكال العدوانية التي يمارسها جيش الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة.

هناك شكل ثالث ينفذة جيش الاحتلال واجهزتة الاستخباراية يكمن بسلاح الفوضي والذي يكمن بتشكيل مجموعات عصابية تقوم بسرقة المساعدات وحرمان قطاع واسع من الناس من الاستفادة منها .

تستغل حكومة الاحتلال هذة الحالة بمحاولة تحديد مناطق تدعي انها آمنة وتدفع الناس للذهاب اليها تحت سيطرة جيش الاحتلال والعصابات المحلية ضمن ابتزاز حالة الجوع الممنهجة.

ادي العدوان العسكري علي قطاع غزة والذي طالت مدتة الي مظاهر اقتصادية واجتماعية لم تكن معهودة بالمجتمع الفلسطيني أبرزها غلاء الأسعار الناتج عن جشع التجار وتفعيل آليات من الاستغلال من ضمنها ظاهرة شح النقد حيث يحصل الوسطاء علي عمولات مرتفعة جدا الي جانب غياب آليات التكافل والتضامن الاجتماعي التي كانت سائدة بالانتفاصة الاولي والتي حل مكانها السرقات العامة للمؤسسات والمستشفيات والبيوت والافتتال المسلح بين العائلات والعودة لمفاهيم الثأر والانتقام .

لقد تم استغلال ضعف السلطة المركزية بسبب طول مدة العدوان والتي كانت في دائرة الاستهداف بما يشمل مقدمي الخدمات والعاملين بالمجال الصحي والاغاثي والانساني بهدف نشر الفوضي وتقويض وحدة النسيج الاجتماعي.

كان ينبغي علي القوي السياسية العمل علي تشكيل لجان حماية شعبية تنخرط بها كل المكونات السياسية والمجتمعية ويتم تجنيب الخلافات السياسية الموجودة بين النخب القيادية لصالح العمل المشترك الرامي الي تعزيز حالة الصمود عبر آليات تعمل علي التصدي لعصابات السرقة ومحاربة غلاء الأسعار وضمان التوزيع العادل للموارد ومنع الاحتقانات والتوترات الاجتماعية سواء بين العائلات او القوي السياسية.

ان اخفاق تحقيق المصالحة السياسية فوقيا كان يلزمة المبادرة باتجاة تحقيقها تحتيا اي عبر القاعدة الاجتماعية.

لقد حال الانقسام واستمراريتة من المبادرة باتجاة تشكيل هذة اللجان الأمر الذي ادي الي ترك المواطن الي مصيرة الذاتي في إطار الفوضي الممنهجة والتي يتراجع عنها مبدأ سيادة القانون .

يستطيع الجيل الجديد والصاعد من الشباب والشابات لعب دورا هاما باتجاة الدعوة لوقف التدهور بالحالة المجتمعية والمطالبة بإعادة تنظيم وترتيب بنية المجتمع علي اسس من التماسك والتكافل الاجتماعي في مواجهة سياسات الاحتلال الرامية لتيئيس المواطنين وجعل قطاع غزة مكان غير ملائم للعيش لدفعهم للهجرة ( الطوعية ) والتي ستكون قسرية بطبيعة الحال.

ان قيام منظمات المجتمع المدني ببناء قدرات الشباب والشابات ثقافيا ومعرفيا عبر العمل علي تعزيز قيم المواطنة والمشاركة والديمقراطية وحقوق الإنسان ونظربة التغير واليات فض المنازعات عبر الحوار يعتبر مدخلا مهما باتجاة تعزيز ثقافة السلم الاهلي بالمجتمع .

ان بناء القدرات والعمل علي تشكيل شبكات شبابية يعتبر البنية التحتية لاطلاق مبادرات أهلية ومجتمعية تعمل علي التاثير بالرأي العام وبالقوي السياسية والمجتمعية بهدف تشكيل هيئة وطنية موحدة لصيانة السلم والعمل علي الحفاظ علي تماسك المجتمع وضمان توزيع الخدمات بصورة عادلة .

تعتبر هذة المهمة اساسية افشالا لمحاولات الاحتلال الذي يعمل علي تشكيل إدارة مدنية تابعة لة في تناقض مع المبني الوطني والاجتماعي الداخلي .

قد يسأل البعض عن جدوي التدريب في مفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية في ظل خذلان العالم لقطاع غزة وهذا سؤال مشروع ولكن تمسكنا بهذة القيم والمفاهيم يعزز من الطابع الحقوقي والعالمي والانساني لشعبنا بالوقت الذي يعزل دولة الاحتلال بوصفها دولة مارقة تمارس الابادة الجماعية ويتجاوز القانون الدولي ومنظومة حقوق الإنسان كما وصفتها كل من محكمتي العدل والجنايات الدوليتين الي جانب العديد من تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية ذات المصداقية وابرزها منظمتي امنستي وهيومن رايتس وتش .

اننا بهذة الحالة نؤكد اننا جزء من المنظومة الإنسانية في مواجهة آلة القتل الهمجية والبربرية .

ومن الطبيعي ان تعمل شبكة الشباب في قطاع غزة علي التشبيك والتنسيق والتكامل مع الشبكات والمجالس والهيئات المثيلة بالضفة الغربية والقدس والشتات لتكوين منظومة موحدة تعمل علي توحيد الطاقات وتكامل الخبرات وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة كما تساهم في إعادة بناء المجتمع علي اسس ديمقراطية تشاركية عبر الدعوة الي اجراء الانتخابات بعد وقف العدوان بطبيعة الحال لكل الهيئات الخدمية والمهنية والتمثيلية الفلسطينية .

انتهي