متابعات: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه "لن أسمح بمحاكمة نتنياهو، فهو أكثر من قاتل بشجاعة من أجل إسرائيل، وأنا أكثر من أحبه كصديق!" وكأن جرائم الإبادة الت يسميها "الشجاعة" باتت غطاءً لكل تهمة فساد.
وأضاف: "الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، والآن سأكون أنا من ينقذ نتنياهو!"
السيجار، الشامبانيا، والرشاوي
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، يواجه مجموعة من القضايا الجنائية التي أُثيرت خلال سنوات قيادته، وتدور حول اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ لتحقيق مكاسب شخصية.
القضية الأولى تتعلق بتلقي نتنياهو وزوجته سارة هدايا ثمينة من رجال أعمال بارزين، من بينها سيجار فاخر وشامبانيا وردية، تُقدر قيمتها بمئات آلاف الدولارات. التحقيقات تشير إلى أن هذه الهدايا لم تكن مجرد لفتة ودية، بل جاءت مقابل خدمات سياسية مثل تسهيل تأشيرات وتجديد إعفاءات ضريبية لصالح الملياردير أرنون ميلخان، مما أثار اتهامات باستغلال منصبه لتحقيق منافع شخصية.
في قضية أخرى، يُتهم نتنياهو بمحاولة إبرام صفقة مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية. الصفقة تضمنت التزام نتنياهو بتشريع قانون يُضعف انتشار صحيفة "إسرائيل اليوم"، المنافسة الرئيسية لـ"يديعوت أحرونوت". هذه المحاولة أثارت جدلًا واسعًا، واعتُبرت استغلالًا للسلطة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية.
القضية الأكثر جدلًا تتعلق باستغلال نتنياهو لمنصبه كوزير للاتصالات خلال فترة رئاسته للحكومة. وفقًا للتحقيقات، قدم نتنياهو امتيازات مالية ضخمة لشركة "بازك" للاتصالات، التي يمتلكها شاؤول إلوفيتش، تُقدر بمئات ملايين الدولارات. في المقابل، حصل على تغطية إعلامية إيجابية من موقع "واللا" الإخباري، المملوك أيضًا لإلوفيتش. هذا التلاعب أثار اتهامات بتقويض النزاهة في قطاع الاتصالات واستغلال السلطة لتعزيز صورته العامة.
بدأت التحقيقات مع نتنياهو في عام 2017، وفي عام 2019 وُجهت له اتهامات رسمية بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. أثرت هذه القضايا بشكل كبير على المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث أدت إلى انقسامات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي وأثارت جدلًا حول النزاهة والشفافية في القيادة السياسية. تُعد محاكمته أول قضية من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي أثناء فترة ولايته، مما جعلها واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في تاريخ دولة الاحتلال.
رسائل مبطنة لترامب
أما يائير لابيد، زعيم المعارضة، فقد حاول جاهداً الاحتفاظ ببعض الرزانة، مذكراً ترامب بأن إسرائيل "ليست ولاية أمريكية... بعد!" لقد كان يحاول أن يقول: "شكرًا لك يا ترامب على اهتمامك، ولكن لدينا ما يكفي من الفوضى هنا، لا نحتاج إلى المزيد من تدخلاتك الكوميدية!"
في النهاية، يبدو أن السياسة الإسرائيلية قد تحولت إلى مسرحية هزلية سوداء، بطلاها ترامب ونتنياهو، وموضوعها الفساد، والرشاوى، والشامبانيا، و"الشجاعة" المزعومة.
ترامب يحاول أن يكون "سوبرمان" السياسة، متجاهلاً أن محاكم نتنياهو تحتاج إلى أدلة حقيقية، لا تغريدات حماسية.
أما نتنياهو، بين قضايا الفساد، يستمتع بشرب الشامبانيا على أنغام دعوات ترامب للعفو.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنتهي هذه الكوميديا السوداء، أم هل سينجح ترامب فيما يسعى لتحقيقه؟!