ماذا بعد التهديد الأميركي لإيران؟
نشر بتاريخ: 2025/06/19 (آخر تحديث: 2025/06/19 الساعة: 23:13)

نختلف مع إيران، نعم، ولا أحد يمكنه المزايدة على الأردن والأردنيين في الأذى الذي سبق وأن تعرضنا له من قبل مجموعات أو عصابات مرتبطة بشكل أو بآخر مع أجهزة أو مؤسسات مماثلة في توجهاتها ضد الأردن من داخل إيران أو من خارجها.

ولكن لمصلحة من هذا الهجوم العدواني للمستعمرة الإسرائيلية على إيران؟ أنه لمصلحة التوسع والهيمنة والتسلط والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وجنوب لبنان وجنوب غرب سوريا، وهو توجه يحمل مخاطر مباشرة على الأمن الوطني الأردني والقومي العربي، وهذا ما يُفسر الوعي واليقظة لدى القيادة الأردنية في فهمها للعدوان الإسرائيلي واتخاذها موقفاً واضحاً في رفض العدوان الإسرائيلي على إيران.

ولهذا لم يكن مستغرباً صدور بيان العشرين دولة عربية وإسلامية وفي طليعتها: الأردن مع العربية السعودية، الباكستان، الجزائر، الكويت، والإمارات التي تحتل إيران جزرها الثلاث أو تختلف معها في ضم جزر إماراتية ثلاث: طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى إلى خارطة إيران.

بيان يوم 16-6-2025، من قبل وزراء خارجية بلدان العشرين دولة عربية وإسلامية، يتضمن بوضوح بالغ ما هو نصه:

" ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها ومبادئ حُسن الجوار وتسوية النزاعات بالسبل السلمية"، "مؤكدين على "ضرورة وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية ضد إيران، والتي تأتي في توقيت يشهد فيه الشرق الأوسط (العالم العربي) مستويات متزايدة من التوتر، وأهمية العمل على خفض التوتر وصولا إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة شاملة"،" وأكد البيان على "أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وفق القرارات الدولية ذات الصلة ودون انتقائية، والتشديد على ضرورة سرعة انضمام كافة دول المنطقة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، وتشمل المستعمرة الإسرائيلية التي تمتلك أسلحة نووية خطرة.

كما شدد "على ضرورة عدم استهداف المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق قرارات الوكالة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لما يمثله ذلك من خرق سافر للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني بموجب ميثاق جنيف لعام 1949"، مشيرا إلى " ضرورة العودة لمسار المفاوضات في أسرع وقت ممكن باعتباره السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام حول البرنامج النووي الإيراني".

بيان البلدان العربية والإسلامية العشرين مكسب سياسي إلى إيران، يجب أن تدرك أبعاده وشجاعته، خاصة أن أغلبية هذه البلدان ترتبط بعلاقات وطيدة بشكل أو بآخر مع الولايات المتحدة الداعمة والراعية والمساندة للمستعمرة الإسرائيلية.

انحياز البلدان العربية والإسلامية العشرين عبر بيان وزراء خارجيتها يعكس التعاطف العربي والإسلامي الرسمي مع إيران، رغم الخلافات بينها أو بين بعضها مع إيران، ولكن عدوان وهجوم المستعمرة على إيران، دفع هذه البلدان نحو التقدم خطوة سياسية أو خطوات باتجاه إيران، ومقابل ذلك عكس موقف هذه البلدان نحو المستعمرة الإسرائيلية ونحو سياساتها التوسعية العدوانية، وهي تحتل كامل خارطة فلسطين وأراضي من لبنان وسوريا، وتنتهك المحرمات الإسلامية والمسيحية المقدسة في فلسطين، في المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل، إضافة إلى المذابح والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي تمارسه قوات المستعمرة في قطاع غزة، ومخيمات الضفة الفلسطينية، وانتهاكات حقوق الإنسان والعنصرية في منطقة النقب السبعاوي العربي الفلسطيني ضد البدو و"تشليحهم" أراضيهم وطردهم منها.

تصريحات وتهديدات الرئيس الأميركي ترامب خطرة، وتمت رداً على الضربات الموجعة التي وجهتها إيران للمستعمرة، ورداً على بيان البلدان العربية والإسلامية العشرين، السؤال بعد التهديدات الأميركية هل تقف روسيا والصين متفرجة تنتظر الشراكة الأميركية في الهجوم على إيران؟