أبو حسنة: نواجه عجزًا ماليًا بـ200 مليون دولار واتصالات مكثفة لدخول شاحنات المساعدات لغزة
أبو حسنة: نواجه عجزًا ماليًا بـ200 مليون دولار واتصالات مكثفة لدخول شاحنات المساعدات لغزة
الكوفية غزة – قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، إن عمل الوكالة مستمر في قطاع غزة رغم حملة منظمة تُنفق فيها ملايين الدولارات لإسقاطها وتشويه صورتها.
وأوضح أبو حسنة في حديث صحفي اليوم الأحد، أن الوكالة تواصل عملها "رغم المنع والتحديات"، وتتحرك لتوسيع نطاق التعليم الوجاهي للوصول إلى أعداد أكبر من الطلبة في القطاع.
الأونروا.. مؤسسة تُحارب منذ وعد بلفور
تتعرض وكالة "الأونروا" – التي نشأت أصلًا كأحد نتائج وعد بلفور المشؤوم قبل 108 أعوام – لحملة سياسية وإعلامية غير مسبوقة تهدف إلى إنهاء عملها وإلغاء وجودها، حسب ما أكد أبو حسنة.
وأشار إلى أن ملايين الدولارات صُرفت في أوروبا والولايات المتحدة لتشويه صورة الوكالة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع العامة، عبر حملات تتهمها زورًا بـ"الإرهاب"، في محاولة للتأثير على الرأي العام وصنّاع القرار لوقف تمويلها.
عجز مالي كبير وتحديات تمويلية
وقال أبو حسنة إن الأونروا تواجه عجزًا ماليًا يصل إلى نحو 200 مليون دولار في ميزانيتها المنتظمة، التي تُستخدم لتغطية رواتب 33 ألف موظف في مناطق عملها الخمس: سوريا، لبنان، الأردن، الضفة الغربية، وقطاع غزة.
وأشار إلى أن بعض البرلمانات الأوروبية تتعرض لضغوط سياسية للحد من تمويل الوكالة، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الإنسانية في غزة وسائر مناطق العمليات.
منع دخول 6 آلاف شاحنة مساعدات
وبيّن أبو حسنة أن "إسرائيل" لا تزال تمنع دخول نحو 6,000 شاحنة تابعة للأونروا إلى قطاع غزة، تحتوي على مواد إغاثية تكفي لثلاثة أشهر، وتشمل خيامًا، أغطية، فرشات، طحينًا، وأدوية تكفي لأكثر من 1.3 مليون لاجئ.
ورغم هذا المنع، أكد أن الأونروا مستمرة في تقديم خدماتها على الأرض، مشددًا: "الاحتلال يحاول تعطيلنا، لكننا لن نتوقف عن أداء واجبنا الإنساني تجاه اللاجئين".
توسعة التعليم الوجاهي في غزة
وكشف أبو حسنة أن العملية التعليمية في القطاع استؤنفت قبل أسبوعين، حيث يسجل نحو 300 ألف طالب في التعليم الافتراضي، بينما يتجاوز عدد الطلاب في التعليم الوجاهي 20 ألفًا حتى الآن.
وأضاف أن الوكالة تعمل على توسعة التعليم الوجاهي بشكل كبير خلال الأسابيع المقبلة، حتى في مراكز الإيواء والخيام، مشيرًا إلى أن "أكبر عمليات التوسعة تتم حاليًا في مدينتي غزة وخان يونس".
ولفت إلى أن دخول المواد التعليمية والمستلزمات التي تطالب الأونروا بها من شأنه أن يُحدث فارقًا جوهريًا في العملية التعليمية، مؤكدًا أن الوكالة تسعى لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستمرة مهما كانت الظروف.
10 ملايين زيارة صحية و15 ألف مريض يوميًا
وفي المجال الصحي، أوضح أبو حسنة أن الأونروا نفذت منذ أكتوبر 2023 أكثر من 10 ملايين زيارة صحية في مختلف مناطق القطاع، وأقامت 3 عيادات جديدة في مدينة غزة.
كما تدير عشرات العيادات الطبية المتنقلة في مراكز الإيواء والتجمعات السكنية، وتواصل تشغيل 6 عيادات مركزية في الجنوب والوسط، تقدم خدماتها لنحو 15 ألف مريض يوميًا.
وأشار إلى استمرار عمليات توزيع المياه وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي للاجئين في جميع مناطق القطاع.
اتصالات مكثفة لتسهيل دخول المساعدات
أكد المستشار الإعلامي أن الاتصالات ما تزال جارية مع الأطراف الدولية لتسهيل دخول شاحنات الأونروا إلى قطاع غزة، مشددًا على أن المنظمة الأممية "تعمل بتفويض دولي صادر عن الأمم المتحدة لا يمكن لأي جهة أن تلغيه".
وقال: "الأونروا ليست منظمة غير حكومية تخضع لإسرائيل. إذا أرادت تل أبيب أو غيرها إلغاء الوكالة، فليتوجهوا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليحصلوا على تصويت بالأغلبية، أما نحن فسنواصل عملنا وفق التفويض الأممي".
استمرار التفويض الأممي رغم الحملات
واختتم أبو حسنة بالقول إن تفويض الأونروا الأممي سيُجدَّد في ديسمبر المقبل عبر التصويت في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الوكالة ستواصل تقديم خدماتها الإنسانية والإغاثية للاجئين الفلسطينيين رغم التحديات والعقبات.