دور المنظمات الأهلية ما بعد وقف إطلاق النار.

محسن آبو رمضان
دور المنظمات الأهلية ما بعد وقف إطلاق النار.
الكوفية لعبت المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة اثناء حرب الابادة الجماعية التي شنها الاحتلال علي قطاع غزة دورا هاما في إسناد شعبنا كل في تخصصة وفي مجالات متعددة منها الاغاثي بشقية الغذائي او الصحي او التعليمي او التمكين النفسي والاجتماعي والاستمرار في تمكين الشباب والمرأة والأطفال ....الخ
لم تتوقف المنظمات الأهلية عن العمل حسب تخصص كل واحدة منها واستطاعت شبكة المنظمات الأهلية والمنظمات الحقوقية التأقلم مع الظروف القاسية والهمجية التي مارسها الاحتلال عبر كل أشكال القمع والتوحش الذي فاق ماجري ابان الحرب العالمية الثانية من عمليات إبادة وتطهير عرقي .
برز هذا التأقلم من خلال انشاء مقرات مؤقتة بالمناطق الوسطي والجنوبية وإعادة تأهيل المقرات في غزة بعد اعلان الهدنة وبانتظام الاجتماعات للقطاعات المهنية وكذلك زيادة مكانة هذة المؤسسات باجتماعات الهيئات ذات العلاقة بالمؤسسات الدولية سواء تلك التابعة للامم المتحدة او للمنظمات غير الحكومية .
واستمرت المنظمات الحقوقية بالقيام بدورها بما يتعلق بتوثيق الانتهاكات بصورة مهنية كذلك بتعظيم العلاقة مع قوي التضامن الشعبي الدولي وبمنابعة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الممارسة من الاحتلال وكذلك بمتابعة القرارات الصادرة عن محكمتي العدل والجنايات الدولية بخصوص حرب الابادة وكذلك بخصوص إدانة ممارسات الاحتلال والذي اثمر عن جهد سياسي كان أحد ثمراتة الاعترافات الدولية المتنامية بدولة فلسطين وفق القانون الدولي.
-مابعد وقف إطلاق النار:-
استمرت المنظمات الأهلية بأداء دورها بفاعلية ونشاط اكبر خاصة بعد وقف إطلاق النار رغم هشاشتة وانبرت المنظمات بالعمل كل في مجالة وبطاقة مضاعفة بهدف خلق التعافي بمكونات المجتمع وبناء الأمل لة بهدف تعزيز صمودة والمساهمة بتوفير مقومات الحياة في مواجهة سياسة الاحتلال التي تمارس نوعا جديدا من الحرب عبر تقنين المساعدات الإنسانية والمماطلة في تنفيذ المراحل الاخري من إعادة الانتشار والقيام بضربات انتقائية تحت حجج ومبررات واهية.
بالتأكيد لا تستطيع المنظمات الأهلية وحدها مواجهة التحديات خاصة أن حجم الدمار هائل وتقدر عملية اعادة الاعمار بمبلغ 70مليار دولار .
ولكنها تستطيع التأشير الي اهم التحديات والاولويات وتساهم بتخفيف الاعباء حسب امكانياتها .
-اولويات العمل الأهلي راهنا :- تبرز اولويات العمل الاهلي كجزء من اولويات العمل الوطني بتثبيت وقف إطلاق النار الذي مازال هشا والمطالبة بالضغط علي دولة الاحتلال لإنفاذ المساعدات و تنفيذ إعادة الانتشار جديدة والسعي لتوفير الحد الادني من مقومات الحياة لتوفير مناخات لمنع الهجرة ( الطوعية ) والتي ستكون قسرية والدعوة للاسراع في عملية اعادة اعمار بمنظور وطني فلسطيني خارج عن الوصايا والاستغلال الاستعماري الذي يتجسد بمشروع ريقيرا الذي كان الرئيس ترامب قد دعا لة والذي يحمل أبعاد خطيرة علي مستوي مخاطر التهجير وكذلك تحويل القطاع الي مرتع للاستغلال لخيراته علي حساب سكانة الاصلانين .
ان تشكيل لجنة تكنوقراط فنية ومهنية بالوقت الذي سيكون مفيدا علي مستوي تقديم الخدمات واغاثة المواطنين والدخول في مرحلة التعافي المبكر فمن الهام الحرص علي ان تكون هذة اللجنة هي جزء من النظام الفلسطيني الموحد لمنع فصل القطاع عن الضفة وكذلك لمنع سحب هذا النموذج وتنفيذة في مناطق جغرافية مجزءة بالضفة بهدف تحويلها الي كنتونات منفصلة عن بعضها البعض بما يهدد اذا مانجح هذا النموذج بتبديد الاعترافات بدولة فلسطين بمكوناتها السياسية والجغرافية والقانونية الواحدة وفق تعريف القانون الدولي.
تكمن واحدة من المهمات التي من الضروري قيام العمل الاهلي بالتركيز عليها بالوقت الراهن بقضية السلم الاهلي والتماسك الاجتماعي حيث يحتاج المجتمع الفلسطيني وخاصة بالقطاع الي مبادرات أهلية متنوعة شبابية ونسوية وغيرها باتجاة العمل علي صيانة السلم الاهلي وذلك عبر تعزيز ثقافة الحوار وحل المنازعات بالطرق السلمية بدلا من العنف والاقصاء والتفكير باليات لإعادة بناء منظومة القضاء بصورة تدرجية لفض المنازعات بطرق قانونية والابتعاد عن الثأر واخذ القانون باليد بما يمهد بتاسيس منظومة قضائية تستند للعدالة الانتقالية بما يشمل مفاهيم واليات مثل جبر الضرر والتعويض بهدف تحقيق التراضي والتسامح وتقبل الاخر.
وعلية :-
لقد ان الأوان لتعزيز الدور القيادي للمنظمات الأهلية بمرحلة التعافي والانعاش المبكر وعكس رؤيتها واولوياتها الناتجة عن اولويات الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة واولويات المجتمع بصورة عامة بخطط التعافي والانعاش المبكر التي تعمل المنظمات الدولية وخاصة التابعة للامم المتحدة علي اعدادها .
ان تعزيز فلسفة الشراكة مع المنظمات الأهلية من قبل المنظمات الدولية ليس مطلبا بل هو ضرورة علي المستويات الاغاثية والتمكينية المتعددة وكذلك بعملية اعادة الاعمار لان التجربة اثبتت ان الدور القيادي المحلي للعمل الاهلي يشكل الضامن للحفاظ علي وحدة النسيج الاجتماعي ولتوفير شبكة امان للمجتمع اثناء ومابعد الازمات وبهذة الحالة مواجه أزمة وخطر التهديد الوجودي الذي تعرض لة شعبنا خلال سنتين من حرب الابادة علما بأن المخاطر والتحديات مازالت هائلة وكبيرة .
انتهي .