حين يشمت الأخ بأخيه ثقافة الكراهية التي زرعها العدو ..

جون مصلح
حين يشمت الأخ بأخيه ثقافة الكراهية التي زرعها العدو ..
في كل مرة يسقط فيها دم عربي نكتشف جرحا أعمق من الصواريخ والرصاص جرح الشماتة. هناك البعض من العرب يفرح حين يُقصف أخوه . أو يبرر حين تُذبح مدينة .وكأن الكراهية أصبحت معيارا جديدا للانتماء.
وعلى سبيل المثال لا الحصر رأينا ذلك في فلسطين احيانا حين يقتل الأبرياء بالصواريخ لم يتوجه الغضب كله نحو الاحتلال وأمريكا الداعمة له بل انشغل البعض بجلد الضحية والتشفي بالفصيل المستهدف بل وحتى فى القصف الاخير على ارض قطر تشمت البعض بدماء الشهداء وانشغل البعض بمهاجمة قطر ولم يهاجموا العدو الحقيقى امريكا واسرائيل..
رأيناه في اليمن حيث القصف والدمار تحولت المأساة الإنسانية إلى مادة للسخرية عند بعض العرب بدلا من أن تكون نداء للغضب..
وفي سوريا حين نزفت المدن وجد البعض متعة في تصفية الحسابات الطائفية والسياسية
وفي لبنان ما اشبه اليوم بالامس
وما تعرضت له الثورة الفلسطنية من شماته فى كثير من المواقف والاحداث وصولا حد الاتهام بالخيانة والشماته والتشفى
والان فى لبنان بعض الاطياف اللبنانية حين كانت البيوت تنهار تحت القصف خرجت أصوات شامتة بدل التضامن ..
هذه ليست أخلاق الشعوب كلها . بل انحراف زرعه الاحتلال وأعوانه . وغذّته بعض الأنظمة والتنظيمات التي وجدت في تعميق الانقسام وسيلة لبقائها. فصارت المعارك الداخلية أهم من العدو الحقيقي وصارت الأصوات المسمومة تردد خطاب الجلاد بدلًا من مواجهته وانقلبت المفاهيم راسا على عقب..
إنها ثقافة خبيثة تحويل الأخ إلى عدو ..وتحويل الجلاد الذى يجلد الجميع إلى صديق أو شريك .. ثقافة إن استقرت فلن يبقى للعرب لا كرامة ولا قضية لأنهم سيستهلكون أنفسهم بكراهيتهم لبعضهم بينما عدوهم تزداد اطماعه يتمدد مطمئنًا.ويفترس كل منا منفردا..
لكن الحقيقة تبقى واضحة
الاحتلال هو القاتل . أمريكا شريكة . والغرب متواطئ. والدم العربي سيظل ينزف ما دمنا ننشغل بتصفية حساباتنا الصغيرة ونترك جلادنا الأكبر.
إن التشفي بالاخ الضحية ليس رأيًا ..بل خيانة للضمير وللهوية وللدين وللوطنيه. وما لم ندرك أن قوتنا في وحدتنا سنبقى نكرر المأساة ذاتها ضحية تذبح .وأخ يشمت وعدو يصفق...