نشر بتاريخ: 2025/08/15 ( آخر تحديث: 2025/08/15 الساعة: 16:32 )

مروان البرغوثي في زنزانته… تغيّرت الملامح، لكن لم يتغيّر الصمود

نشر بتاريخ: 2025/08/15 (آخر تحديث: 2025/08/15 الساعة: 16:32)

الكوفية بقلم: أمجد النجار – مدير عام نادي الأسير الفلسطيني

تابعنا جميعًا الفيديو الذي بثّه الاحتلال الإسرائيلي، والذي تعمّد الوزير المتطرف إيتمار بن غفير اقتطاعه بعناية، ليُظهر فيه القائد الأسير مروان البرغوثي في لحظة، اعتقدوا أنها ستخدم حربهم النفسية ضد أبناء شعبنا. لكن من يعرف مروان، كما نعرفه نحن، يدرك أن تلك اللقطة القصيرة لا تحمل ضعفًا، بل تختزل سنوات طويلة من العزل، والتنكيل، وعمليات القمع الممنهجة، التي لم تنجح يومًا في كسر إرادته.

لقد بدا مروان في ذلك المقطع بملامح أنهكتها السنون، نعم، تغيرت ملامحه كما تتغير معالم الجسد بفعل الجوع والقهر، لكنه كان حاضرًا، متماسكًا، ومستعدًا للرد. وأنا على يقين أن ردّ مروان على بن غفير لم يكن أقل من صفعة سياسية وأخلاقية، ولهذا السبب تحديدًا جرى اقتطاع المشهد وبث جزءٍ منه فقط. الاحتلال لا يُخفي ضعف قوته الميدانية بقدر ما يحاول إظهار "انتصاراته" الملفّقة على رجل تجاوز الستين، في زنزانة معزولة، محروم من أدنى الحقوق، ويدفع ثمن انتمائه لفلسطين منذ أكثر من عشرين عامًا خلف القضبان.

بن غفير ونتنياهو يديران حربًا نفسية قذرة ضد شعبنا الفلسطيني، ظنًّا منهما أن كسر الرموز هو الطريق إلى كسر الروح الوطنية. لكنهم يجهلون أن مروان البرغوثي هو مدرسة، وأننا نحن، أبناء هذا الشعب، قد تربّينا في مدرسته. ملامحه التي تغيرت ليست ضعفًا، بل شاهدًا حيًّا على وحشية الاحتلال، وصدقية القضية.

رسالة مروان في ظهوره الأخير لم تكن موجهة إلى بن غفير، بل إلى كل من يظن أن الشعب الفلسطيني يمكن أن يُهزم. إن جسد مروان الهزيل، الذي أكلته إجراءات القمع، ما زال يحمل قوة أكبر من سلاح المحتل. لأن قوة الحق لا تُقاس بالعضلات، بل بالثبات.

ختامًا، نقولها بوضوح: لا يمكن هزيمة شعبٍ فيه مروان البرغوثي، ورفاقه في الزنازين، وشعبه في الشوارع، والميادين، والمخيمات. فمروان ليس مجرد أسير، بل هو عنوان لمعركة مستمرة، وضمير حيّ لشعب لا يُكسر.