القلق الإسرائيلي من استراتيجية إيران: حرب استنزاف ومخاوف من تصعيد طويل الأمد

القلق الإسرائيلي من استراتيجية إيران: حرب استنزاف ومخاوف من تصعيد طويل الأمد
الكوفية تشهد إسرائيل قلقًا متزايدًا من احتمال امتناع إيران عن الرد المباشر على الهجوم الأميركي الأخير، مع توقع تركيز طهران على شن حرب استنزاف ضد إسرائيل، ما قد يؤدي إلى شلل الحركة الإسرائيلية وتآكل الإنجازات العسكرية والاقتصادية تدريجيًا، خصوصًا مع التقارير المتزايدة عن نقص الصواريخ الاعتراضية. وأكد المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن جهاز الأمن الإسرائيلي يعتقد بضرورة استغلال المرحلة الحالية لتقييد إيران باتفاق نووي صارم مصحوب بعقوبات مشددة تشمل برنامجها النووي وصناعة الصواريخ ونشر الإرهاب. كما يأمل الطرفان الإسرائيلي والأميركي في توسيع اتفاقيات أبراهام لتعزيز التحالفات الإقليمية التي قد تحد من قدرة إيران على إعادة بناء قوتها.
ومع ذلك، يلف الغموض نتائج الهجوم الأميركي، إذ يؤكد مسؤولون في كلا البلدين أن تقييم الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني سيستغرق وقتًا، خاصة مع وجود تقارير عن نقل أجزاء حساسة من منشآت نووية إلى أماكن غير معلومة. ورغم الحديث العلني عن سيناريو استسلام إيراني، تعكس المحادثات الداخلية في إسرائيل رغبة في تصعيد التدخل الأميركي لإسقاط النظام الإيراني.
وفي الجانب السياسي، شدد المحلل ناحوم برنياع في "يديعوت أحرونوت" على ضرورة مطالبة إسرائيل للرئيس الأميركي بفرض وقف إطلاق نار فوري، لأن استمرار الحرب سيؤدي إلى تراجع الإنجازات وزيادة الأثمان المحتملة. ورأى برنياع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نجح في دفع ترامب لمهاجمة إيران، لكنه يواجه صعوبة في إنهاء الحرب، ما يجعل ترامب وحده القادر على ذلك. وأضاف أن تدخل الولايات المتحدة المباشر في مواجهة إيران يمثل رسالة قوية لدول الشرق الأوسط، لكنها تضع إسرائيل واليهود في موقع محرج في الرأي العام الأميركي، حيث قد تُتهم إسرائيل بالمسؤولية عن أي تصعيد أميركي في المنطقة.
وأشار برنياع إلى أن الحل الأمثل لإسرائيل هو وقف إطلاق نار يتم فرضه أميركيًا يلي مفاوضات حول اتفاق نووي جديد، مضيفًا أن قدرة إيران على التخصيب في المستقبل مرتبطة بموقف ترامب أكثر من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة. وأضاف أن نتنياهو يتحدث عن إنشاء شرق أوسط جديد لكنه لا يرغب في التخلي عن القديم، حيث يستمر الصراع في غزة رغم محاولات التطبيع مع بعض الدول العربية، مما يعكس تعقيدات السياسة الإسرائيلية الحالية.
أما المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فاعتبر أن الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية دفع الحرب الإسرائيلية قدمًا بشكل كبير، مشيرًا إلى أن نجاح القصف مرتبط برد الفعل الإيراني ونتائجه. واستعرض هرئيل ثلاثة سيناريوهات محتملة: إبرام اتفاق أميركي إيراني يفرض تنازلات كبيرة على طهران، أو الوصول إلى حالة "هدوء مقابل هدوء" تردع إيران لفترة، أو تصعيد إيراني متعمد يؤدي إلى حرب إقليمية قد تنتهي بسقوط النظام، وهو هدف طموح لكنه محفوف بالمخاطر.
ورغم النجاحات العسكرية، شدد هرئيل على أن إسرائيل بحاجة إلى تحويل هذه الإنجازات إلى تسوية سياسية تزيل التهديد النووي والصاروخي عن المنطقة، مع الإشارة إلى أن الحرب في قطاع غزة مستمرة دون بوادر حل وشيك، مما يضيف بعدًا آخر للتحديات الأمنية والسياسية التي تواجه إسرائيل.